البارت الثالث عشر

1.7K 54 2
                                    

صباحاً :
تجلس عائلة ليث أمام طاولة الطعام ويتناولون طعامهم بين مزاح ليث وتالا والأب بينما حازم ليس معهم فهو يفكر في يامن وماذا حدث معه وأنبه ضميره بشدة وندم لأنه كلمه هكذا فهو لم يقصد أي كلمة قالها له فهو بحياته لم يشعر أن يامن حمل عليه وكان دائماً يسعد برؤيته لعن بداخله عادة الغضب التي لديه ولايستطيع السيطرة عليها رغم عمله وفكر هل عرف ثائر وماذا فعل بيامن وماهي المشكلة التي حدثت مع يامن وتذكر عندما كان يامن يكلمه عن يومه كلما جاء إلى عند ثائر وتذكر انه كان يشكي له عن الطلاب وعن سام وعمه مدير مدرسته اللذان يكرهانه بشدة وتذكر كم كان يامن يحبه ويعتبره سند وعندما كان يامن يشاكسه كثيراً لكن ليس أمام والده فقط عندما يجلس بمفرده فهو يخاف والده انتبه على صراخ ليث باسمه نظر إليه ليرى وجوه عائلته ترمقه بقلق وخوف ليهتف كي يطمئنهم: آسف القضية اللي مستلمها صعبة اوي وشردت فيها عشان كده مكنتش منتبه ليكم

أوما الجميع بتفهم إلا أن ليث لم يصدقه وقرر سؤاله لاحقاً
انتهى الجميع من الطعام وذهبت تالا إلى عملها والاب كي يستريح في غرفته
فيما ليث أخذ حازم إلى غرفته وهتف : في ايه ياحازم
قص له حازم سريعاً ماحدث فهو يحتاج لمن يسمعه ويؤنبه لكي يشعر بألم يامن قليلاً عالرغم من علمه أنه مهما حدث لم يبرد قلبه ويخف ندمه تفاجأ عندما أنهى حديثه بلكمة قوية أرجعته إلى الوراء ليرفع رأسه منصدماً أمام ليث الذي يرفع يده أول مرة عليه حتى عندما كان يخطئ أكثر من ذلك كان يصرخ ويتجاهله لكن لم يكن يضربه وماكاد أن يستوعب الصدمة ويتحدث حتى تفاجئ مجدداً بليث يلكمه عدة لكمات على بطنه حتى أوقعه أرضاً ولم يدافع حتى عن نفسه فكيف سيرفع يده على أخيه الأكبر ولكن ضربات الآخر ازدادت قوة ولم يبتعد عنه ليضطر حازم أن يلكم ليث على وجهه لكمة قوية كي يبعد عنه ليبتعد ليث سريعاً ويقف ثم وقف حازم ووجهه ورم بشدة وأصابته الكثير من الكدمات والجروح .
رمقه ليث بصدمة وعتاب وألم بما فعله به وكيف رفع يده عليه هكذا وكيف أنه عامل يامن بينما الآخر أخفض نظراته أرضاً كطفل مذنب تجاه والده متجنباً النظر لعيني الآخر
همس ليث : آسف عشان مديت ايدي عليك كده
ثم أسرع خارجاً من الغرفة بينما حازم زاد ندمه وعرف أن مافعله كبير وكبير جداً .
☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹
وصل قصي إلى جامعته وذهب ليحضر المحاضرة دخل المدرج ليجد قيس يؤشر له اقترب منه جالساً ليهتف قيس بغرور مصطنع : شايف ازي حجزتلك جنبي عالرغم ان كل الطلاب حاولوا يبعدوني وميخلونيش احجزلك بس أنا قاومتهم وحاربت بكل طاقتي عشان يبعدوا وبالفعل انتصرت عليهم بعد معأناة وخسائر كبيرة عد الجمايل اللي بعملها ليك
نظر قصي بأنحاء المدرج ليجده خالي إلا من طالبين اثنين فالمحاضرة تحتاج لوقت لتبدأ لينظر بسخرية نحو قيس هاتفاً : واضح أوي
مر الوقت والاثنين يتكلمان عن ماذا فعلا بغياب بعضهما وهكذا
اجتمع الطلاب أخيراً ليدخل الدكتور ملقياً التحية ثم هتف بجدية وصوت قوي : كله يطلع كتاب (........)
أخرج الجميع الكتاب ليبدأ الدكتور يتفقد كتاب كل طالب حتى وصل إلى قصي الذي لم يحضره لأنه ليس معه مال كافي لسعره ومرتبه الأول بالشركة لم يقبضه بعض
هتف الدكتور بحدة : ليه مش جايب الكتاب
قصي : آسف نسيت بوعدك المحاضرة الجاية هجيبه
تنهد الدكتور هاتفاً بصرامة : هالمرادي هكتفي أنك مش هتحضر المحاضرة عشانك ياقصي طالب مجتهد بس صدقني لو جيت المحاضرة الجاي ومش معك الكتاب هرسبك بالمادة دلوقتي اخرج
أوما قصي برأسه شاكراً الدكتور أنه اكتفى بذلك ثم نظر لقيس الذي يرمقه بنظرات غير مفهومة ليخرج مقرراً أن ينتظره حتى ينتهي .
مضت ساعتين ليتنهد قصي بملل عندما طال انتظاره ليرى الدكتور خرج ثم لحقه الطلاب
خرج قيس من المحاضرة ليجد قصي بانتظاره ليحاول الإسراع متجنباً له إلا أن الآخر أسرع ممسكاً به ليتفاجأ عندما أزاح قيس يده بقوة هامساً: ابعد ايدك ياقصي أحسنلك
قصي بتعجب : قيس قلي في أيه ليه بتعاملني كده
قيس بحدة : عشان اكتشفت أني مش بعنيلك حاجة ياقصي ليه مقلتليش أنك عاوز كتاب فيها ايه يعني مش طول عمرنا عايشين مع بعض وومنخبيش عن بعض حاجة وعشان الفلوس كنت استنظرتك لحتى تقبض زعلان أوي منك ياقصي أنا بحكيلك كل حاجة عني ولو محاتج حاجة منك بطلبها عكسك تماماً أنت بتعدني حد غريب ومش بدخلني بحياتك
حزن قصي لأنه أحزن قيس هكذا فهو لا يتمنى أبداً إزعاجه ليهتف : صدقني ياقيس مش قصدي حاجة أوقصدي بعدك عني أو زعلك أنت عندي بالدنيا كلها بس خفت تزهق مني ومن مشاكلي وخفت كون حمل كبير عليك خفت تكون بت
ساعدني شفقة
قيس بصدمة : ايه ياقصي ازي تتكلم كده قلي كده رأيك بصداقتنا بعد كل حاجة عشناها وتشاركنها مع بعض فاكر أنها شفقة وازي تبقى حاسس بالخوف كده ازي مش واثق بصداقتي ليك ازي
أما قصي لعن غبائه بينما قيس تركه وذهب ليتنهد قصي مقرراً أنه عندما ينتهي من عمله بشركة ليث سيذهب له ويعتذر منه .
🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁
كان ليث يجلس في مكتبه مفكراً بما حدث معه ومع حازم ليقاطع تفكيره رنين هاتفه أمسكه ليجد تالا أجاب هاتفاً بضيق فليس لديه خلق للحديث مع أحد الآن : ايه ياتالا مش من عادتك تحكي معايا واحنا بالشغل
تالا والتي انتبهت إلى رد أخيها فبالعادة عندما تتكلم في أي وقت يمزح ويتكلم معها لتتفهم أنه قد يعاني من مشكلة في العمل أو شيء يشغل تفكيره لتهتف بتفهم وباختصار : مفيش ياليث بس كنت عاوزة أسئلك إذا بالليل فاضي عشان حابة روح أنا وملاك نحضر مسرحية يعني لو معندكش حاجة
ليهتف ليث بانفعال وصراخ : يعني زعجتيني و بتكلميني عشان السبب السخيف دا مش كل وقت بكون فاضي لحضرتك أنتي والهانم ملاك ابقي اهتمي بشغلك أحسن من طلعاتك
تالا التي أصابتها الصدمة لكن هتفت : آسفة ياليث حقك عليا مع السلامة
ثم أغلقت الهاتف دون أن تسمع لرده بينما ليث غضب من نفسه كثيراً فكان يلوم حازم على فقده لأعصابه والآن فعل مثله بل أكثر منه لأنه أحزن أخته بل ابنته هكذا وهو واثق أنه تبكي الآن بشدة.
😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕
وبالفعل صدق قوله
سرعان ما أغلقت تالا الهاتف أجهشت بنوبة بكاء قوية لتفزع ملاك عليها بشدة التي كانت تراقبها وهي تتكلم مع ليث لتسألها بخوف : في ايه ياتالا
لم ترد تالا وبقيت تبكي فهي حساسة جداً وأي كلمة قاسية من ليث تؤلمها لتفكر ملاك بخوف من فكرة أن ليث أصابه شيء ولم تفسر سوى أن تالا فقدت ليث لأنها تعلم تعلق تالا الشديد بعائلتها وبالأخص ليث لتجلس وتبدأ ببكاء هي الأخرى تبكي بقوة على ليث فهي تحبه بل تعشقه وتندب حظها لأنه مات قبل أن تخبره كم تعشقه وتحبه علت أصوات البكاء داخل المكتب
ليدخل في هذه اللحظة شاب ذو ملامح حادة عينيه خضراوتين وشعره بني غامق ليتعجب من سبب البكاء بهذا الشكل ليتحمحم كي تنتبه عليه الفتاتين إلا أنهما غارقتين بأحزانهما ليضرب الباب بقوة محدثاً ضجة أفزعت تالا وملاك صمتتا الفتاتين وتعلقت أنظارهما بالشاب أمامهما الذي يرتدي بنطال جينز مع قميص أسود
ليهتف بتعجب : في ايه ليه الحزن والبكي دا
لتتذكر تالا سبب حزنها لتنزل رأسها للأرض وتمسح دموعها لكنها سرعان مارفعت رأسها بحدة وصدمة عندما ارتفع صوت بكاء ملاك هاتفة بشهقات وصوت باكي : ع عشان فقدت أخوها (شهقة) هو مات ياحرام بعد (شهقة) م تعذب بحياته أوي أوي ضحى بكتير حاجات (شهقة ) عشان عيلته وو (شهقة)
ليهتف الشاب بحزن : ربنا يرحمه ويصبركن صح مش سهلة نفقد حد بس دي سنة الحياة
رمقته تالا بغضب ليهتف بتعجب : ايه معملتش حاجة أن بقوم بواجب العزاء
كادت ملاك أن تكمل كلامها لتنتفض بوجع عندما شعرت بضربة على وجهها لتجد دفتر وقلم تالا الي تستخدمهما لتسجيل ملاحظاتها الطبية لتهتف بوجع : ايه ياتالا عبري عن مشاعرك ومتبقيش دافنة جواتك عشان علم النفس بيقول كتمان الألم أصعب من الألم بنفسه وأنتي أكيد عارفة دا بس متضربنيش كده عشان مش متحملة كمان أنا
ليهز الشاب رأسه ببلاهة فهو طبيب نفسي هاتفاً بثناء لملاك : برافو يادكتورة معاكي حق فعلاً يا آنسة تالا صديقتك اللي مبعرفش اسمها ايه معاها حق اصرخي واعملي أي تعبير بس متكتميش عشان كتمان الألم أصعب من الألم نفسه
ملاك بغيظ : ليه بتقلدني بانتقاء العبارات أنت يا أخ مش عيب عليك شب طويل عريض تسرق عبارتي وتستخدمهم وتنشهر من وراء تعبي وسهري الليالي
ثم تذكرت موت ليث لتهتف ببكاء : مش كفاية موت ليث ولا ايه
لتفزع عندما صرخت تالا باسمها قائلة : يازفتة متفاوليش عليه كده ربنا يحميه ويطول بعمره مين قلك أنه مات
ليرمقها الشاب لملاك بغيظ وغضب لأنها جعلته يشعر بالحزن
ملاك بسعادة وفرح : بجد ليث ممتش الف الحمدلله يارب ثم تابعت بدهشة : بس مش كنتي حضرتك بتتكلمي معاه وسكرتي وبلشتي تبكي
تالا بغيظ وصراخ : شرط إذا بكيت يكون حد مات
رمقاها الاثنين بدهشة فبكاءها كان بصوت عالي ليهتف الطبيب وإلى الآن لايعرفان الفتاتين من هذا او ماذا أدخله إلى هنا : طب ليه كنتي م تبكي
تالا بحزن : عشان أبيه ليث زعقلي وانفعل عليا
رمقها الاثنان بغيظ وغضب ليهتف الطبيب ويدعى وائل بدهشة : ايه بعتقد في حاجة بسمعي مسمعتش عسوا
ملاك بغيظ : عشان زعق عليكي ازي لو تشوفيني أنا وأخواتي لو أعداء مكنش عملنا ببعضنا كده طول وقتنا ضرب وبهادل لبعضنا تقومي عشان زعق عليكي تبكي كده اسكتي ياشيخة
تنهدت تالا بصمت لتهتف ملاك بحنان : خلص اهدي ياتالا أنتي اكتر حد عارفة ليث ازي بيحبك وأكيد ميقصدش يزعلك ومتاكدة هيصالحك وينسيكي كده أهم حاجة تشتغلي دلوقتي ومتفكريش بحاجة
ليهتف وائل والذي كان يتابع حديثهما بتركيز وانصات وكانه يعرفهما منذ زمن ويشاركهما بحل مشاكلهما دائماً: باين عليكي ذكية أوي يادكتورة مجهولة عشان معرفتش اسمك وأنتي يا دكتورة تالا اسمعي كلام صديقتك عشان التفكير بيتعب الإنسان اوي
هزت تالا وملاك رأسهما معاً موافقين على كلامه هاتفين بصوت واحد: حاضر
وائل بسعادة : ايوه كده عاوزكن طول الوقت تسمعوا كلامي عشان متتعذبهوش بحياتكن
ليتنبها الفتاتين آخيراً أنه يوجد معهما أحد غريب بالمتكب بل يشاركهما الحديث رمقاه بدهشة لتهتف تالا : أنت مين
بينما ملاك هتفت بحدة : أنت حرامي مش كده اعترف وقلي ناوي تسرق ايه أحسن مصوت ولم عليك أهلي بقصد الأطباء والمرضى
وائل بغيظ من ملاك : أنتي عطول كده بتحللي الأحداث من عندك بلاش ذكاءك دي مع المرضى أحسن ميمتوش بسرعة ثم هتف بجدية : أنا طبيب نفسي هنا اسمي وائل
ملاك وتالا : تشرفنا
تعرفوا الأطباء على بعضهم وشعروا بالراحة تجاه بعضهم البعض لكن مع استفزاز وائل وملاك لبعضهما البعض
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
في مكتب اللواء :
كان يجلس اللواء مع حازم وفريقه ينتظران ثائر حتى يأتي ليتناقشوا بما وصل كل شخص منهم
دخل ثائر الغرفة مؤدياً التحية العسرية للعميد ثم التفت لحازم وفريقه الذين أدؤوا التحية بدورهم لثائر
لينتبه ثائر إلى حازم الذي يخفض رأسه متجنبهاً النظر له فبعد خلافهم اصبح حازم ينظر لثائر بجمود ولكن الآن يتجنب النظر له ليخمن ثائر ان هناك مشكلة مع حازم
جلس الجميع ليبدأ اللواء بالتحدث وشرح ماوصلوا له
ليهتف اللواء بجدية : أنت معطيتنيش رأيك ياحازم
لم يتلقى اللواءرد نظر نحو حازم الذي يخفض رأسه ويبدو عليه التفكير الشديد ناداه اللواء مرة ثانية إلا أنه لم يرد ليصرخ اللواء بقوة انتبه حازم من خلالها ورفع رأسه سريعاً هاتفاً: أمرك يافندم.
تنبه ثائر على وجه حازم أخيراً ليتفاجأ به مليء بالكدمات والجروح ليشعر بالغضب تجاه من فعل بحازم ذلك وكم تمنى أن يعرفه ليلقنه درس
هتف اللواء بحدة : مش جايين نشرد ياسيادة المقدم انتبه عشغلك
حازم: آسف حضرتك هنتبه
انتهى الاجتماع بعد مدة طويلة ليذهب بعدها كل شخص إلى منزله .
🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂
قراءة ممتعة😍
رأيكن
انتهى ❤❤

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن