الفصل الرابع

5.1K 238 86
                                    

وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ
هنالكَ فصلٌ أسميهِ فصلَ البكاءْ
تكونُ به النفسُ أقربَ من أيّ وقتٍ مضى للسماءْ

نزار قباني

******

" أبي "

نظر حسام إلى والده الذي يقف بجوار سريره مديراً ظهره للباب ، فطرق حسام الباب قبل أن يدخل غرفة والديه ليستدير والده نصف استدارة فقد كان مشغولا بالنظر إلى شيئاً ما على سريره ليقول يغضب

" تعال يا حسام "

سار حسام نحو والده ورأه بصحة جيدة فابتسم حسام وقال

" يبدوا أن صحتك تحسنت يا أبي "

نظر والده إليه وقال بغضب

" احملهما "

" احمل ماذا يا ابي ؟؟"

نظر والده إلى السرير لينظر حسام هو الآخر إليه ليجد أن هنالك طفلين عارين لم يلاحظهما عند دخوله كانا يبكيان بشدة ليسأله حسام

" من أين أتيت بهما يا ابي ؟؟ "

" أين والدتك ؟؟"

" لا أعلم ربما هي تصلي الآن "

" أخبرها أن تعتني بالأمانة وأن لا تضيعها "

" أية أمانة يا ابي "

ليجيبه والده بغضب

" التي تعبت عليها وآن دورها أن تعتني بها "

ثم أخذ يسير مغادراً المكان تاركاً الطفلين العارين يبكيان على السرير ليصرخ حسام حينها

" ابي "

استدار والده بغضب وقال

" ماذا "

ليبلع حسام ريقه بصعوبة ثم قال

" ماذا بخصوص هذان الطفلان ؟؟ "

ليجيبه والده بغضب

" احملهما يا حسام .. واحذر أن توقعهما "

" لكنني قد اوقعهما بحق يا أبي "

" احملهما يا حسام .."

لينحني حسام نحوهما ويقوم بحملهما دون تفكير كان كل همه تنفيذ أوامر والده ثم استدار إلى والده ليجد أن والده قد هدئ قليلاً فقد تبادل كلاهما النظرات لوقتاً ليس بطويل ثم غادر والده المكان دون ان يقول شيء ، ليستيقظ حسام فزعاً يبحث عن والده وعن الطفلين الذي كان صوت بكائهما يصم الآذان فوجد انه ليس هنالك احد بجواره وأن الصوت ليس سوى صوت أذان الفجر ، فحمد الله أنه لم يوقظ أحدهم اليوم بصراخه فقد أصبح يخجل من حدوث ذلك مؤخراً .

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن