الثامن عشر

3.4K 257 290
                                    


مصابٌ بك ، فكلما اشتقت إليك ساء حالي

ممتلئ بك ، جلداً، دماً ، وعظاماً ، وعقلاً وروحاً ، لا مكان للنقص رجاءً

جلال الدين الرومي

****


فُتح الباب لتنظر ملك الجالسة على سريرها إلى الداخل إلى غرفتها ولم تكن سوى والدتها ومن خلفها تسير اسراء ، لتقف والدتها أمامها قائلة

" ألم ترتدي ثيابك بعد ؟؟ . . فعائلة والدك والجميع بالأسفل يسألون عنكِ "

نظرت ملك إليها وسقطت دموعها وهي تقول

" لا أرغب برؤية أحد . . اتركيني رجاءً "

" تذرفين الدمع !! . . على من يا ترى ؟! . . على والدك أم على أخاكِ الذي لم يهدأ له بال منذ أن ظن أنكِ انتحرتِ ؟؟ . ..أم على ذاك القذر الذي ذهبتِ لفراشه بقدميكِ ؟؟"

أغمضت ملك عينيها ووضعت رأسها على ركبتيها ، وأخذت تبكي بشدة وكأنها لأول مرة تحزن وتذرف الدمع ، لكن من يلمها فذاك أخاها وذاك زوجها وموت أحدهما مؤلم بالنسبة لها ، حتى والدها الذي لم تكن بينها وبينه علاقة مميزة كأي أب وابنته موته بتلك الطريقة آلمتها ، ماذا تحاول والدتها تفعله بها ؟؟

" ابكي . . لعلكِ تعودين لعقلك ، رغم أنني اشك بحدوث ذلك !!"

ظلت ملك على حالها تذرف الدموع لتقترب والدتها منها أكثر ، قائلة

" هل كان يستحق ذلك القذر كل تلك التضحيات والتنازلات منكِ ؟؟ . . مقابل ماذا ؟؟ . . مقابل أن تنامين على صدره القذر !!"

نظرت ملك إليها وصرخت بوجهها وهي تقف أمامها متحدية إياها

" يكفي . . اصمتي . . ما هذا الذي تقولينه ؟؟ . . تحاولين تتلاعبين بي بمشاعري !! . . تظنين ان بقدرتك فعل ذلك بي الآن !!"

توقفت ملك تحاول أن تتمالك ذاتها لكن والدتها لم تبقي بها اي تعقل ، فقالت وهي تنظر إليها بتحدي أكبر

" لتعلمي جيداً أنني أحب زوجي لأنه رجل صالح وطيب القلب وليس كما تقولين . . وإن كان هنالك قذر هنا فصدقيني لن يكون سواكِ أنتِ وهشام "

لتتلقى ملك صفعة قوية على وجهها أخرستها ، لكن هذه المرة قررت ملك الا تسكت فأمسكت بوالدتها التي همت بالهجوم عليها وقامت بدفعها حتى أوقعتها أرضاً وكأن ذلك سهلاً كون والدتها ترتدي حذاء عالي قليلاً جعلها تفقد توازنها سريعاً ، لتقول ملك حينها وهي تنظر بغضب وحقد ملئ أنفاسها وعينيها

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن