الفصل السادس عشر

3K 219 148
                                    


والصِدقُ يَأَلَفُهُ الكَريمُ الُمرتَجى


والكِذبُ يَأَلَفُهُ الدَنيءُ الأَخيَبُ


طرفة بن العبد


*****


وقف حسام أمام المطبخ يراقب ملك التي كانت تتحرك به تحاول جاهدة أن تنظف المكان ، كان الأمر حقيقة غريباٌ عليه ، فرؤيته تلك الفتاة الجميلة التي يتم خدمتها باستمرار ، تقف الآن أمامه بلا زينة على وجهها وبلا ثوب سهرة عاري يظهر جمالها الآخاذ ، جامعة شعرها الأشقر أعلى رأسها وتقوم بتنظيف الاطباق بكل هذه الجدية إنه لأمر بغاية الغرابة والجمال معاً .


وخاصة استشعارها بمسؤوليتها كفرد بهذه الأسرة وأنه يجب عليها أن تؤدي دورها فيه ، اقترب منها حسام دون أن تشعر به فقد ذهب الجميع إلى النوم بينما فضلت هي ان تبقى لتنظف فقد لاحظت كم كبرت عمتها بالسن ولم تعد تستطع القيام بجميع الأعمال ، لهذا لم تقبل بتركها تنظف حتى لا ترهق نفسها أكثر ، ليفزعها حسام بضمها من الخلف لصدره ، لتقول ملك حينذاك بين حنقة وسعيدة بنفس الوقت


" حسام . . حبي . . لقد افزعتني جداً "


ليهمس حسام لها وهو يقبلها خلف اذنها قائلاً


" لما أنتِ جميلة هكذا بكل الأوقات ؟؟"


ابتسمت ملك واغمضت عينيها مستمتعة بتقبيله لعنقها ، لتسأله آنذاك وهي تحاول ألا تغرق ببحره أكثر


" أين البقية يا حسام ؟؟"


ليهمس لها


" جميعهم نائمون . . ليس هنا سوانا "


فتحت ملك عينيها واستدارت لتلتقي بعينه التي تعشق النظر إليهما ثم همست


" لهذا أجدك مرتاح البال أخيراً . . "


ابتسم لها ثم قال


" ماذا تريدين مني عمله أمامهم ؟؟"

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن