والصِدقُ يَأَلَفُهُ الكَريمُ الُمرتَجى
والكِذبُ يَأَلَفُهُ الدَنيءُ الأَخيَبُ
طرفة بن العبد
*****
وقف حسام أمام المطبخ يراقب ملك التي كانت تتحرك به تحاول جاهدة أن تنظف المكان ، كان الأمر حقيقة غريباٌ عليه ، فرؤيته تلك الفتاة الجميلة التي يتم خدمتها باستمرار ، تقف الآن أمامه بلا زينة على وجهها وبلا ثوب سهرة عاري يظهر جمالها الآخاذ ، جامعة شعرها الأشقر أعلى رأسها وتقوم بتنظيف الاطباق بكل هذه الجدية إنه لأمر بغاية الغرابة والجمال معاً .
وخاصة استشعارها بمسؤوليتها كفرد بهذه الأسرة وأنه يجب عليها أن تؤدي دورها فيه ، اقترب منها حسام دون أن تشعر به فقد ذهب الجميع إلى النوم بينما فضلت هي ان تبقى لتنظف فقد لاحظت كم كبرت عمتها بالسن ولم تعد تستطع القيام بجميع الأعمال ، لهذا لم تقبل بتركها تنظف حتى لا ترهق نفسها أكثر ، ليفزعها حسام بضمها من الخلف لصدره ، لتقول ملك حينذاك بين حنقة وسعيدة بنفس الوقت
" حسام . . حبي . . لقد افزعتني جداً "
ليهمس حسام لها وهو يقبلها خلف اذنها قائلاً
" لما أنتِ جميلة هكذا بكل الأوقات ؟؟"
ابتسمت ملك واغمضت عينيها مستمتعة بتقبيله لعنقها ، لتسأله آنذاك وهي تحاول ألا تغرق ببحره أكثر
" أين البقية يا حسام ؟؟"
ليهمس لها
" جميعهم نائمون . . ليس هنا سوانا "
فتحت ملك عينيها واستدارت لتلتقي بعينه التي تعشق النظر إليهما ثم همست
" لهذا أجدك مرتاح البال أخيراً . . "
ابتسم لها ثم قال
" ماذا تريدين مني عمله أمامهم ؟؟"
أنت تقرأ
غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )
Romanceتأليف الأخوات كهرمان ذات ليلة والغيوم سوداء والشتاء ينذر بزحفه نحو المدينة .. هنالك صرخات مزقة ذاك السكون لكن لم يكن هنالك مغيث لهن أمام جبروت الانتقام وقسوته لذنباً لم يقترفنه ... ليلة مظلمة وثقيلة بظلالها مرت على ثلاثتهن قلبت حياتهن رأسا على عقب...