الفصل الثاني عشر

3.6K 203 159
                                    

موجع أن يرحل أحدهم عن حكايتك فيترك فيها فراغاً كبيراً تبحث أنت عمن يملأ هذا الفراغ فلا تجد ..

ما أصعب تلك الفراغات في حياتنا والتي لا تمتلئ عادة سوى بمن رحلوا ....

ومن رحل لا يعود ..

لهذا سأخبر تلك المدينة أن الذي رحل لا يعود

ولن يعود ..

نواف المنصوري

*****

جلس حسام في حديقة منزلهم هرباً من إزعاج مازن وميرنا إضافة لأكبر مزعجة مؤخراً بحياته وهي ملك التي لم تعد تتركه بحال سبيله ، فقد أصبحت تبحث عنه باستمرار لتثير حوله المشاكل .

بحياته كلها لم يكن يحب الشجارات والمجادلات العقيمة لم يغضب سوى مرة واحدة وكانت بسبب ما اقترفه محمود احسان ورفاقه بحق والده ، بينما ملك ما لاحظه مؤخراً أنها تحب أن تختلق من كل شيء مشكلة وجدال لا جدوى منه وكأنها تتسلى بذلك لا يعرف ما الذي تجنيه من كل هذه الشجارات بينهما .

أخذ يتذكر عندما كان يحب النظر إليها كل صباح كانت فتاة لا تشبه من تكون عليه الآن ، كم كانت تشبه الملاك وهي تنظر إليه يعنيها الزيتونيتان وكان اكثر ما يحبه فيها خجلها وهدوئها أثناء استراقها النظر إليه .

كان يعلم جيداً أنها كانت تبحث عنه بين الجموع في كل صباح وأثناء فترة الاستراحة كما كان يفعل هو ، ليفوز بابتسامة خجلة منها ثم سرعان ما تتظاهر بعدم ملاحظته .

كانت تنتظره كل صباح أمام مدرستهم وما ان تراه يهبط من الحافلة حتى تسير نحو البوابة حتى يلتقيا هنالك ، لم يفصح أحدهما عن شيء يوماً كان كل ما بينهما سوى نظرات لكن كان ذلك جميل جداً وقد أشتاق لكل ذلك لكنه حطم ذلك بيديه متذكراً صراخاتها التي ما زالت تدوي بأذنيه حتى هذه اللحظة.

رفع رأسه نحو السماء وهو مغمض العينين يفكر أن تلك الملاك قد رحلت للأبد ولم يبقى سوى ابنة محمود إحسان فتاة لئيمة و مزعجه بشكل لا يطاق ، أصبح يعلم أنهما كل ما التقيا أنها ستوقعه بمصيبة جديده فهي تعلم جيدا أن والدته بصفها وأنه بالموقع الأضعف فأصبحت تستغل ذلك .

نفض عنه تلك الافكار وفكر أن يركز بدروسه حتى ينتهي بسرعه فميرنا لن تصبر على بعده لمدة طويلة ، لكنه تفاجئ أثناء جلوسه على العشب بظلاً يمتد فوق رأسه فرفع رأسه ليجد ملك تقف خلفه وشعرها الأشقر يحيط بوجهها الجميل فنسي كل ما حوله وهو يرى كم هي جميلة كالملاك ، لتخرجه من شرود ذهنه بقولها يغضب

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن