الفصل الثاني والعشرون

4K 261 281
                                    

أروع ما في حبنا

أنه ليس له عقل ولا منطق

أجمل ما في حبنا

أنه يمشي على الماء ولا يغرق

نزار قباني

***

وقفت أميره أمام عيادة الطبيبة النفسية وهي تمسك بيد مراد رافضة ترك يده لكنه أدخلها وأجلسها على المقعد وقبل رأسها هامساً بأذنها بحنان

" سأنتظركِ بالخارج "

نظرت إليه وهي لا تريد ترك يده فهي تشعر أنها بدونه ضعيفة كطفلة قد تتهوه عن والدها ، وضع يده حينذاك على رأسها وهمس

" لا تخافين أنا معكِ للنهاية ... يا أميرتي "

أغمضت أميره عينيها محاولة أن تتماسك وتفلت بيدها لكن بدلاً من أن تتماسك انهارت باكية وانفلتت أعصابها ، ليضطر مراد أن يجلس بجوارها ويقوم بضمها وتخبئتها بين ذراعيه ليهدئ من روعها ، بينما كان يتمزق من داخله حزناً وندماً على ما تمر به أميره بسببه .

بعد عدة دقائق من محاولة مراد أن يهدئها ووعدها بأن هذا كله سيمر وأن ما عليها سوى أن تحاول مساعدة ذاتها لتخرج ما بداخلها حتى تشفى ، اخذت أميره تنظر إليه أثناء تجفيفه لدمعها لتجد ان عيناه تقولان لها الكثير من الأحاديث رغم صمتهما ، ليقبل مراد يدها وهو يقول لها

" سأنتظرك بالخارج .. يا روحي "

" حسناً .. مراد "

" ماذا ؟؟"

" ابقى قريب "

" حسناً .."

ثم نهض لتراقبه أميره حتى اغلق الباب خلفه تنهدت بحزن ثم نظرت بخجل إلى الطبيبة التي لم تقل شيء حتى الآن بل كانت تراقب كل ذلك بصمت وهدوء ، فقد رأت تردد وارتباك أميره فلم تحب أن تبدا الحوار معها وهي ليست مستعدة لتقول باسمة وهي تنظر لورقة الكشف

" مرحبا يا ... أميره "

" اهلا "

" كيف حالك ؟؟"

نظرت إليها أميره وهي تجفف دموعها لتقول

" بخير .. "

ابتسمت لها الطبيبة وسألتها

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن