أروع ما في حبنا
أنه ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا
أنه يمشي على الماء ولا يغرق
نزار قباني
***
وقفت أميره أمام عيادة الطبيبة النفسية وهي تمسك بيد مراد رافضة ترك يده لكنه أدخلها وأجلسها على المقعد وقبل رأسها هامساً بأذنها بحنان
" سأنتظركِ بالخارج "
نظرت إليه وهي لا تريد ترك يده فهي تشعر أنها بدونه ضعيفة كطفلة قد تتهوه عن والدها ، وضع يده حينذاك على رأسها وهمس
" لا تخافين أنا معكِ للنهاية ... يا أميرتي "
أغمضت أميره عينيها محاولة أن تتماسك وتفلت بيدها لكن بدلاً من أن تتماسك انهارت باكية وانفلتت أعصابها ، ليضطر مراد أن يجلس بجوارها ويقوم بضمها وتخبئتها بين ذراعيه ليهدئ من روعها ، بينما كان يتمزق من داخله حزناً وندماً على ما تمر به أميره بسببه .
بعد عدة دقائق من محاولة مراد أن يهدئها ووعدها بأن هذا كله سيمر وأن ما عليها سوى أن تحاول مساعدة ذاتها لتخرج ما بداخلها حتى تشفى ، اخذت أميره تنظر إليه أثناء تجفيفه لدمعها لتجد ان عيناه تقولان لها الكثير من الأحاديث رغم صمتهما ، ليقبل مراد يدها وهو يقول لها
" سأنتظرك بالخارج .. يا روحي "
" حسناً .. مراد "
" ماذا ؟؟"
" ابقى قريب "
" حسناً .."
ثم نهض لتراقبه أميره حتى اغلق الباب خلفه تنهدت بحزن ثم نظرت بخجل إلى الطبيبة التي لم تقل شيء حتى الآن بل كانت تراقب كل ذلك بصمت وهدوء ، فقد رأت تردد وارتباك أميره فلم تحب أن تبدا الحوار معها وهي ليست مستعدة لتقول باسمة وهي تنظر لورقة الكشف
" مرحبا يا ... أميره "
" اهلا "
" كيف حالك ؟؟"
نظرت إليها أميره وهي تجفف دموعها لتقول
" بخير .. "
ابتسمت لها الطبيبة وسألتها
أنت تقرأ
غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )
Romanceتأليف الأخوات كهرمان ذات ليلة والغيوم سوداء والشتاء ينذر بزحفه نحو المدينة .. هنالك صرخات مزقة ذاك السكون لكن لم يكن هنالك مغيث لهن أمام جبروت الانتقام وقسوته لذنباً لم يقترفنه ... ليلة مظلمة وثقيلة بظلالها مرت على ثلاثتهن قلبت حياتهن رأسا على عقب...