الفصل العاشر

3.3K 238 314
                                    

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً

على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد

طرفة بن العبيد

****

اهتز هاتف حسام الذي كان بجيبه أثناء جلوسه على الأريكة فأخرجه ليرى من المتصل ، فوجد أنه عمر لا غير حينها نظر إلى ملك المتكئة على صدره  تنظر إليه ، وقال

" اعتقد أنه بجب أن أغادر . . فصديقي لم يبقى أمامهما سوى دقيقتين ويقتحمان المكان "

ابتعدت عنه ملك وقالت والحزن قد غيم عليها

" هل ستذهب وتتركني يا حسام ؟؟"

ضم وجهها بين يديه مقبلاً جبينها ثم قال

" أعدك أن هذا لن يطول . . فلن يهدأ لي بال سوى بأخذكِ معي لكن اعطني بعض الوقت "

وضعت ملك يديها على يديه واخذت تنظر إليه لبعضاً من الوقت ، وكأنها تحاول أن تحتفظ بتفاصيله لتكون سلوها في الأيام القادمة ، لتتنهد بعد ذلك مغمضة عينيها عندها فضمها حسام وقد شعر بحزنها ، فهمس لها

" أرجوك لا تفعلين هذا بي "

ابتعدت ملك عنه ناظرة إليه ، والحزن قد سكن عينيها وروحها التي كانت قد اشتعلت الليلة

" سأتحمل يا حسام لكن لا تثق بقوتي . . "

قبل جبينها هامساً لها

" أنا متأكد انه سيكون كافياً حتى أخرجكِ من هنا "

أمسكت بوجهه أثناء قولها

" ليتك بقربي هكذا كل ليلة وكل لحظة . . ليتك توقف ماما عما تفعله بي . . لطالما كنت أشعر بالقوة وأنا معك . . فقد كنت أشعر بأنك منقذي بدفاعك عني ووقوفك بصفي "

ابتسم لها ثم قال  بحب

" وسأظل لآخر نفس بصفك ومعك وحولك وسندك وقوتك . . لن اتخلى عنك مدى الحياة  . .  إنه وعد . . "

ارتمت ملك على صدره تبكي بحزن ، فكم تمنت أن تجد من تشعر بتفهمه لها وبما مرت به وبما تمر به حالياً لكنها للآسف لم تجد سواه يفهمها هكذا ، فأخذت تضمه وكأن مغادرته يعني انتهاء حياتها ، لم يكن حال حسام بأفضل من حالها فقد كانت مشاعره مختلطة بين السعادة لقربها والحزن على حالها ، ظلت ملك على ذلك الحال لمدة قصيرة تمالكت نفسها بعدها فابتعدت عنه تنظر لوجهه هامسة له من بين دموعها

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن