وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً
على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
طرفة بن العبيد
****
اهتز هاتف حسام الذي كان بجيبه أثناء جلوسه على الأريكة فأخرجه ليرى من المتصل ، فوجد أنه عمر لا غير حينها نظر إلى ملك المتكئة على صدره تنظر إليه ، وقال
" اعتقد أنه بجب أن أغادر . . فصديقي لم يبقى أمامهما سوى دقيقتين ويقتحمان المكان "
ابتعدت عنه ملك وقالت والحزن قد غيم عليها
" هل ستذهب وتتركني يا حسام ؟؟"
ضم وجهها بين يديه مقبلاً جبينها ثم قال
" أعدك أن هذا لن يطول . . فلن يهدأ لي بال سوى بأخذكِ معي لكن اعطني بعض الوقت "
وضعت ملك يديها على يديه واخذت تنظر إليه لبعضاً من الوقت ، وكأنها تحاول أن تحتفظ بتفاصيله لتكون سلوها في الأيام القادمة ، لتتنهد بعد ذلك مغمضة عينيها عندها فضمها حسام وقد شعر بحزنها ، فهمس لها
" أرجوك لا تفعلين هذا بي "
ابتعدت ملك عنه ناظرة إليه ، والحزن قد سكن عينيها وروحها التي كانت قد اشتعلت الليلة
" سأتحمل يا حسام لكن لا تثق بقوتي . . "
قبل جبينها هامساً لها
" أنا متأكد انه سيكون كافياً حتى أخرجكِ من هنا "
أمسكت بوجهه أثناء قولها
" ليتك بقربي هكذا كل ليلة وكل لحظة . . ليتك توقف ماما عما تفعله بي . . لطالما كنت أشعر بالقوة وأنا معك . . فقد كنت أشعر بأنك منقذي بدفاعك عني ووقوفك بصفي "
ابتسم لها ثم قال بحب
" وسأظل لآخر نفس بصفك ومعك وحولك وسندك وقوتك . . لن اتخلى عنك مدى الحياة . . إنه وعد . . "
ارتمت ملك على صدره تبكي بحزن ، فكم تمنت أن تجد من تشعر بتفهمه لها وبما مرت به وبما تمر به حالياً لكنها للآسف لم تجد سواه يفهمها هكذا ، فأخذت تضمه وكأن مغادرته يعني انتهاء حياتها ، لم يكن حال حسام بأفضل من حالها فقد كانت مشاعره مختلطة بين السعادة لقربها والحزن على حالها ، ظلت ملك على ذلك الحال لمدة قصيرة تمالكت نفسها بعدها فابتعدت عنه تنظر لوجهه هامسة له من بين دموعها
أنت تقرأ
غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )
Romanceتأليف الأخوات كهرمان ذات ليلة والغيوم سوداء والشتاء ينذر بزحفه نحو المدينة .. هنالك صرخات مزقة ذاك السكون لكن لم يكن هنالك مغيث لهن أمام جبروت الانتقام وقسوته لذنباً لم يقترفنه ... ليلة مظلمة وثقيلة بظلالها مرت على ثلاثتهن قلبت حياتهن رأسا على عقب...