النهاية

4.8K 263 301
                                    

وأنا الذي ترك الوداع تعمداً

من ذا يطيق مرارة التوديع

ابن الوردي

****

بعد المحكمة . .

وصل الجميع للمنزل بينهم حسام الذي هبط السيارة ينظر حوله ، بغير تصديق كيف فك عن عنقه حبل المشنقة ليتذكر ملك وما قامت به هو وصديقه عمر فخيم عليه الحزن مرة اخرى .

فبينما خرج هو تم الزج بملك هنالك وكأن كتب عليهما أبا يلتقيان ، أغمض عينيه مستغفراً فبالتأكيد هنالك حكمة من كل ما يحدث لهم ، ليرى أثناء ذلك ركض طفليه لملاقاته وهما يهتفان بإسمه ليضمهما ثم حملهما معاً فقد اشتاق لهما كثيراً أخذ يقبلهما بشوق وحب حزيناً لما مرا به حتى يومهم هذا فلم تكن طفولتهما طفولة عادية بل ناقصة بعدم وجود والدتهما بجوارهما وانشغاله عنهما المستمر ، لقد شعر بالذنب فهو المذنب في كل ما مرا به وما مرت به ملك .

وضعهما على الأرض وأخذ ينظر إليهما وكأنه لم يكتفي من ضمهما وتقبيلهما ، لتقول والدته

" هيا يا بني تعال لتسترح وتتناول بعض الطعام "

نظر حسام إلى والدته وهز رأسه بإيجاب ثم أمسك بطفليه وسار إلى المنزل ، ليجد عبد الغفور وريما تستقبلانه فضمهما وقبلاهما لتقول ريما بسعادة

" عمي حسام هل رأيت أختي راندا ؟؟"

ابتسم لها وقال

" لا لم أراها بعد . . "

ليركض كلاً من عبد الغفور وريما ليطلبا من والدتهما احضار اختهما الصغيرة ، ليستدير حسام إلى حمزه ويقول

" مباركاً عليك . . لما لم تخبرني أن روان قد ولدت !! "

نظر حمزه إليه وقال

" هل تظن أن الوقت الذي كان يسمح لي برؤيتك يدعني أفكر في أمور مثل هذه ؟؟"

نظر حسام إلى حمزه ثم إلى أخوته ووالدته وقال

" أنا ممتن أن لديّ عائلة مثلكم . . فهذه بحد ذاتها نعمة كبيرة "

لتقترب منه والدته وتضمه وهي تقول

" الحمدلله الذي أعادك لي ولأبنائك . . من كان يصدق أن هذا سيحدث بآخر لحظة بعد أن دب اليأس بعظامنا "

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن