الفصل الرابع

3.9K 241 306
                                    

تلك الرغبة في لمس وجهك

تراودني دائماً

جبران خليل جبران

****

بعد الظهر . .

جلست ملك أمام المرآة لتقوم مساعدتها وفتاة اخرى حضرت لتساعدهن بتسريح شعرها وتجهيز ثيابها وكل ما يخصها ، فاليوم لديها جلسة تصوير ستقوم به لصالح جمعية والدتها وهي خاصة بمساعدة الأطفال المرضى ، الجيد في الأمر أنه يتم تصوير ذاك الاعلان بالمنتجع هنا أي لن تذهب إلى أي مكان ، أما السيء أن فكرة الاعلان هو تصويرها وهي برفقتهم تتحدث عن حالاتهم فجميهم أطفالاً صغار مصابون بأمراض مختلفة.

كم شعرت بالحزن وهي تفكر بطفليها متخيلة صعوبة الأمر على حسام وعمتها فهي ما زالت تذكر مازن الذي كانت تدور به حول المكان لعشرون دقيقة وربما اكثر حتى ينام صغيرها على ذراعيها بعد ذلك ، فكيف إن مرض مدللها من المؤكد أنهما أتعبا كلاً من حسام وعمتها ، فالطفل إن مرض بحث عن والدته فهي أكثر من تتحمل كل ذلك بطيب خاطر ورضى ناسية كل عناء بمجرد رؤيته يشفى من المرض ليركض ويلعب بالأرجاء.

فتذكرت عفراء وشعرت بأن هنالك من عصر قلبها فمن المؤكد أنها أخذت مكانها في ذلك أيضاً ، أغمضت عينيها واضعة يدها على صدرها الذي شعرت بألم فيه ، لتشعر بيد مساعدتها تلمس كتفها تسألها 

" ماذا هنالك يا ملك ؟؟"

لتجيبها ملك بجفاء فهي تكرهها وتكره كل شخص يحيط بها فهم مجرد جواسيس لوالدتها لا أكثر

" لا شيء . . لكنني أود أن أبقى بمفردي قليلاً "

وافقت مساعدتها على ذلك فقد كن انتهين من تجهيزها ليغادرن كلاهن ، لتنهض ملك من مكانها تسير نحو الشرفة المطلة على الحديقة لقد كانت بغرفة قريبة من الحديقة ، فقد تم حجز الغرفة لها كي تكن قريبة لموقع التصوير إن احتاجت لشيء ، أغمضت عينيها فهي تشعر بضغطاً بهما ،،
كم تمنت لو تترك لهما العنان ليخرجان ما بهما من حزنٌ وشوقٌ وحنينٌ ،،،

تباً لقدرها العاثر الذي لا يتركها تعيش بسلام مع كل حطاماً بداخلها وكأن تعايشها مع آلمها كان كثيراً عليها ، ليقوم بجمعها بحسام الذي يسكن بكل خلية من خلاياها ، فمنذ ليلة البارحة لم يغمض لها جفنٌ قط فقد أيقظ مشاعرها وحنينها له ولطفليها ولعمتها مليكة .

فتحت عينيها لتجفف دمعة تمردت عليها لتقع عينيها آنذاك على حسام الذي تفاجئت برؤيته ، كان يقف بالقرب من أحد الأشجار القريبة من الشرفة ، ينظر إليها عاقد الحاجبين وبين أصابعه سيجارته الذي يبدوا أنه نسي أمرها ، لتبادله النظر هي الاخرى تبث له حزنها وشكواها لكن آنا له أن يفهم ذلك ، تنهدت ملك بحزن وهي تراه قريباً منها بعيداً عنها كل البعد .

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن