الفصل التاسع

3.3K 266 398
                                    

النفس أدنى عدوً أنت حاذرهُ

والقلب أعظم ما يبلى به الرجل

الشريف الرضي

*******

دخلت أميره غرفتها لتجد أن مراد قد خلد للنوم بعد انتظارها لوقتاً طويلاً ، فذهبت باتجاه النافذة ووقفت أمامها تراقب البحر أثناء بزوغ الفجر ، لتفكر أن يوم أمس كان جميلاً بحق فقد قضت وقتاً ممتعا مع روان والجميع ، رغم أن سماح وابنتها كانتا لها بالمرصاد ولم يتركاها بحال سبيلها ، مع ذلك حاولت ألا تتركهما يفسدان سعادتها ، تنهدت بغيظ وعي تفكر انهم قد تخلصوا من منصور وتسلطه سابقاً فمن أين آتت سماح هذه !!

كان يوماً أسود الذي انتقلت فيه لمدينتهم ، ليكتشفوا أنها لا تقل شراً عن أخاها منصور ، لتذكر ما قالته لها عمتها مليكة قبل قليل تطيب خاطرها بالطلب منها أن تكون قوية وخاصة امام أشخاص مثل سماح يحبون تحطيم من أمامهم ، وأنها كانت لها بالمرصاد قديماً كونها لم تنجب فتاة لزوجها عبد الغفور وها هي تعيد الكرة مع أميرة .

أغمضت أميره عينيها بحزن وشفقة على ذاتها تفكر ريما يكون هذا عقاب ربها كونها تسببت بإجهاض طفلها الذي لم يكن له ذنب فيما حدث تلك الليلة سوى أن مراد والده ، لكن هل تلام يا ترى وهي بتلك الحالة ؟؟

لم تكن تطيق فكرة طفل يربطها بمراد بذلك الوقت أما الآن فهذا ما ترغب به بشدة ، يا لغرابة الحياة التي تضعنا بأماكن ما كانت تخطر ببالنا يوماً !!!

فجأة شعرت بيدين دافئتين تتسللان لخصرها لتضمانها بقوة وبأنفاس حارة تحرق عنقها ، فأغمضت عينيها حباً لقربه فهو الوحيد الذي يسبب لها الجنون طيلة النهار ويكون سكنها في المساء لا تعلم كيف يستطيع فعل ذلك ؟؟
كيف يستطيع لشخص أن يعيش بشخصيتين هكذا طيلة الوقت ؟؟

سألته وهي سعيدة بقربه

" هل أيقظتك ؟؟"

قبل مراد كتفها و قال

" تعلمين جيداً أنني لا أعرف أن أنام سوى عندما تكونين بجواري "

تنهدت أميره بغضب وقالت بنفاد صبر

" مراد أشعر مؤخراً أنك أصبحت طفل "

قبل وجنتها قائلاً ثم قال

" ما رأيك أن تتبنينني ؟؟"

نظرت إليه وحاولت ألا تضحك لتقول حينها

" مراد ليس لديّ مزاج للمزاح "

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن