الفصل الثالث

3.1K 221 219
                                    

لا تحارب بناظريك فؤادي

فضعيفان يغلبان قوياً

صفي الدين الحلي

****


تكملة الاحتفال . .

دخلت ملك لغرفتها تنظر حولها بعينين زائغتان من شدة اضطراب أنفاسها ، رفعت يديها لتجدهن ترتجفان عند تذكرها لحسام وما فعله قبل قليل فقد كان الأمر جديد عليها وغير متوقع منه ، لكن ذلك تحول فجأة لغضب تملكها من وقاحته ومن حماقتها فهي لم تعد ابنة الخامسة عشر حتى تخافه هكذا ويجب أن يعرف هو ذلك.

جلست على سريرها وأغمضت عينيها واضعة يدها على قلبها لعلها تهدئ من ضرباته فقد أخذه حسام على حين غفلة مقترباً منه دون سابق انذار ، ليضيعها من ذاتها ويلقي بها بدوامة الحيرة بين غضبها منه وشوقها وحبها له !!!

فلا تعلم هل تسير خلف عقلها ام تسمع لقلبها الأحمق الذي خرج عن السيطرة ؟؟ ، لتتذكر آخر جملة ألقى بها حسام بوجهها مهدداً إياها

( إياكِ والظن أنكِ فوق القانون هل تفهمين ما أقوله ؟؟ )

فعقدت حاجبيها تفكر ،،

ما يعني بحديثه ذاك ؟؟

ما الذي يعرفه عنها ويريدها أن تحذر منه ؟؟

هل نسي أمام من يقف ؟؟

هل يظن أن بقدرته أن يتحدى الجميع بمفرده ؟؟

من المؤكد أنه جن بحق !!

ثم تذكرت نظرات والديها نحوه إضافة لهشام وشعرت بحماقة حسام ليقف أمامهم ، فهل نسي ما يستطيعون أن يفعلونه به ؟؟

نهرت ذاتها بغضب

( ما شأنك أنتِ ؟؟ دعيهم يرونه مكانته ذاك الأرعن الأحمق ؟؟)

لتشعر حينها بتناقض مشاعرها فهي تريد ان تنتقم منه وبنفس الوقت خائفة من أن يؤذيه أحدهم !!

( هل أنتِ حمقاء يا فتاة ؟؟ )

تنهدت ملك بغضب من نفسها فقالت تنهر ذاتها عن الانجراف خلف مشاعرها الحمقاء ، فقالت محدثة ذاتها

" لن تنظري إليه أبداً . . لن تبالي بوجوده . . لن تتأثري بما يحدث او سيحدث له لأنه هو من اوقع نفسه بذلك . . "

لتفاجئ بصوت لوالدتها الذي وصل إليها أثناء سيرها نحو غرفتها ، لتنهض حينها ملك مسرعة الخطى إلى حمامها مغلقة الباب خلفها ، لتغسل يديها وتمسح عنقها بالقليل من الماء لعلها تنزع عنها بقايا رائحة حسام ثم جففت يديها ، بعد ذلك قامت بوضع احدى عطورها المفضلة لتسمع طرقات والدتها الغاضبة آنذاك ، فشعرت بأن قلبها أصم أذنيها من شدة طرقاته فتعجبت من ذاتها متسائلة . .

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن