كان يبكي بكاءً صامتاً بدموع غير منظورة يذرفها قلبه .
نجيب محفوظ
*****
فتحت روان عينيها وشعرت بأن جسدها متصلب ويؤلمها لتفزع وهي ترى أين هي ، فوجدت أنها نائمة بمقعد السيارة أمام المنزل وبجوارها حمزه هو الآخر نائماً فعقدت حاجبيها محاولة منها لان تتذكر ما الذي حدث لهما ليلة أمس حتى ناما هكذا بالسيارة ، لكنها لم تذكر شيء سوى أنها ركبت بجوار حمزه ثم غفت لا تذكر ما الذي حدث بعدها.
نظرت إلى حمزه وفكرت أن توقظه حتى يدخلان ليغيرا ثيابهما ثم يعودا لعملهما ، فالساعة قاربت على السابعة ولديها عدة عمليات تقوم بها اليوم فأخذت تهز كتفه بهدوء وهي تهمس
" حمزه .. حمزه هيا استيقظ "
فتح حمزه عينيه لينظر إلى عينيها ليقول بصوت ناعس
" صباح الخير يا دكتورة "
" لماذا تركتنا ننام هنا ؟؟"
نظر إلى عينيها وقال
" لم أحب أن أزعج منامكِ "
عقدت حاجبيها روان وقالت وهي تحمل حقيبتها تهم بالهبوط
" صدقني انه قد وجب عليك الذهاب الى المشفى "
عقد حمزه حاجبيه وهو يعتدل في جلسته
" لماذا ؟؟"
نظرت إليه وقالت
" لأن عقلك يحتاج لفحصاً سريع "
ثم فتحت الباب تهم بالهبوط ليمسك حمزه بيدها ويوقفها عن مغادرة السيارة ليقول حينها وهو ينظر لعينيها
" قلبي من يحتاج للفحص يا دكتورة "
نظرت روان إليه وقالت بإنزعاج
" هو الاخر افحصه لأن ليس بك ما هو طبيعي ؟؟"
ثم شدت يدها وغادرت سيارته ليلحق بها حمزه وهو يقول
" لقد ظننت أنكِ ستشكرينني يا دكتورة !!"
توقفت روان أمام باب المنزل وقالت متعجبة
" اشكرك !! أشكرك على ماذا ؟؟ جسدي كله بفضلك يؤلمني ويجب ان اتحمل كل هذا طيلة النهار واظل مركزة بغرفة العمليات .. أخبرني على ماذا اشكرك ؟!!"
نظر إليها وقال
" لا حول ولا قوة إلا بالله "
أنت تقرأ
غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )
Romanceتأليف الأخوات كهرمان ذات ليلة والغيوم سوداء والشتاء ينذر بزحفه نحو المدينة .. هنالك صرخات مزقة ذاك السكون لكن لم يكن هنالك مغيث لهن أمام جبروت الانتقام وقسوته لذنباً لم يقترفنه ... ليلة مظلمة وثقيلة بظلالها مرت على ثلاثتهن قلبت حياتهن رأسا على عقب...