الفصل الثاني

3.3K 226 214
                                    

بعض الغياب .. لا ينسى ..

تكبر قلوبنا سريعاً .. ويداهم الشيب رؤوسنا
يصيبنا داء الحزن جراء رحيلهم..

فنتساءل .. لماذا الغياب .. لا ينسى !!؟

لماذا يسكن ذاكرتنا طويلاً !!؟؟

فنشعر بغربة .. في أماكننا

وكأننا لم نعد ننتهي .. سوى لأحزاننا

اليوم ادركت أن غياب البعض .. غربة .. لذلك بعض الغياب لا ينسى ..!

نواف المنصوري

****

كانت أميره تحتسي كوب قهوتها الصباحية اثناء تجولها بأرجاء المنزل الذي قضيا فيه ليلتهما ، نظرت إلى كل ما فعله مراد وابتسمت بحزن متمنية لو تستطيع أن تسعده هي الاخرى لكن الأمر ليس بيدها ، اغمضت عينيها بحزن شديد لكنها سرعان ما جففت دموعها قفزت من عينيها بلا أذناً منها .

تنهدت بحزن لعلها تخرج ما بها من حزن ، أكملت بعد ذلك تجولها بالمنزل محاولة أن تنسي نفسها من الحزن الساكن بصدرها خوفاً من استيقاظ مراد فجأة فيجدها بحالتها هذه وهذا اكثر ما يكرهه في الحياة ، لتلاحظ شيء غريب أثناء تجولها وهو أن مراد لم يجهز اي غرفة أطفال في منزلهم فشعرت بالغصة لكنها اغلقت الباب مبتلعة غصتها .

عائدة إلى غرفة نومهم لتجد أن مراد ما زال غارقاً بالنوم فحسدته على ثقل نومه ، جلست بجواره وأخذت تلعب بشعره متأملة إياه على بعض خيوط الشمس المتسلسلة لغرفتهم ، شعرت بأن حبه يزيد ويكبر كل يوم بداخلها فغضبها منه شيء وحبها له شيء آخر ، ابتسمت رغماً عنها فهو يملك شخصيتين إحداهن تحبها حب جنون والأخرى تكرهها ، أثناء ذلك تذكرت والدتها التي سمعتها ذات مرة تبث بشكواها لأختها

" أشعر أنني أكاد أختنق من ضغط العمل .. أنا لا اصدق انه يفعل بي هذا !!
إنه مريض ومغرور .. لا يراعي أنني إنسانه ولها حق ان ترتاح ولو قليلاً . . "

لتنهار حينذاك باكية أثناء قولها

" هل تصدقين أنني الشخص الوحيد الذي لا يحق له ان يفصل المنزل عن العمل !! ففي المنزل عمل وفي العمل عمل أيضاً . . او سيغضب حضرته ويوبخني "

لكن قبل ان تتفوه اختها بشيء اقتحمت المكان والدتها واختها الكبرى ، ليسمعن ثلاثتهن والدتهن التي أغلقت الباب ورائها بغضب حتى لا يسمعهن أحد ، أثناء قولها

" ماذا هنالك يا سيدة اميرة ؟؟؟ ... "

جففت أميرة دموعها بغضب اثناء قولها

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن