ليست المرة الأولى التي يذهب و يبتعد لفترة... لكن هذه المرة !
ستة أيام.. كانت تلك الأطول على الإطلاق في تاريخ علاقتهما ...
ثلاثة سنوات حتى الآن.. أحبته من أول نظرة
و لكنها لم ترى يومًا بعينيه أمل يطمئنها بأنه يبادلها نفس الشعور.. لم تراه أبدًا ...
-و بعدين معاكي ؟!
كانت "نسمة" تصب فنجانًا من الشاي، عندما سمعت صوت صديقة طفولتها المقربة و تدعى "سامية" ...
كانت في حالة يرثى لها من الكآبة، حتى صوتها على الهاتف لم يكن طبيعيًا بالمرة، ما دفع "سامية" للمجيئ على الفور.. لتجدها كعهدها دومًا، وحيدة، حزينة !
-إنتي مكبرة الموضوع ليه يا سامية ؟ .. قالتها "نسمة" بلهجة مرهقة و هي تقدم لها الشاي عبر بنش المطبخ أمريكي الطراز الذي يفصل بينهما
-أنا كويسة على فكرة.. ماكنش ليها لازمة مجيتك الساعة دي و إنتي بيتك بعيد. دلوقتي أتسبب لك في خناقة مع جوزك لما تروّحي. إشربي الشاي و قومي روّحي بقينا العشا يابنتي
سامية بحنق : ممكن مالكيش دعوة بيا.. إنتي عارفة إني كده كده بفوت في الحديد. إنما إنتي هبلة ..
لم تنزعج "نسمة" من النعت المهين، بل إبتسمت دون تعليق، لتكمل "سامية" بنفس الاسلوب :
-ثم كده كده المحروس جوزي هايجي ياخدني ياختي ماتقلقيش.. أول ما أرنله جاي. المهم دلوقتي أنا مش هاحل عنك ألا أما أعرف إيه إللي عامل فيكي كده.. و لو إن مافيش غيره !
كانت إشارة صريحة لحبيبها و محطم قلبها بلا تعمّدٍ منه !!
لم يغيب عن خاطرها لحظة أساسًا، فكان ذكر صديقتها له مجرد حافزٌ آخر دفع بدموعها لتكوين طبقة لامعة غلّفت نظراتها الصامتة إليها و المقرّة بصحة تلميحها ...
-كنت عارفة ! .. غمغمت "سامية" بغيظٍ، لتنفجر باللحظة التالية :
-إنتي يا بت هاتفضلي لغاية إمتى تحت رحمته.. بقالك كام سنة معاه عايشين زي المجوزين و مدلعاه و مهنهناه كل ده ببلاش كده. على إيه ياختي كل ده. ياريته حتى كان كاتب عليكي ورقة. ده حتى و لا واعدك بأي حاجة. قوليلي إيه مخليكي مستحملة عيشة زي دي. إنطقي يابت !
-بحبه !!! .. صاحت بحنقٍ شديد سرعان ما تحوّل إلى نحيب مكتوم و هي تستطرد بلوعةٍ :
-بحبه و مش قادرة أخليه يفضل جمبي.. مش قادرة أطلب منه أي حاجة. و هو علطول ساكت !
ردت الأخيرة في المقابل و على الفور :
-يبقى طالما بتتنيلي تحبيه يا حبيبتي لازم تشوفيله حاجة تربطيه بيها.. الراجل دايمًا في الحالات إللي زي دي يبكون عامل حسابه يخلع. إنتي بعبطك ده هاتسمحيله يعمل معاكي كده
![](https://img.wattpad.com/cover/279267934-288-k929452.jpg)
أنت تقرأ
وقبل أن تبصر عيناكِ
Romantizmلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا