_ كان ياما كان ! _

14K 786 47
                                    

في سالف الزمان كان هناك أميرٌ عطوف، و الذي عاش في كنف أخيه الملك الجبار و بقية عائلته المهيمنة على مملكة مظلمة، حيث خلقت كافة سجايا الشر و الخطر

كان الأمير حقيقةً هو أفضل و أقرب أخًا إلى الملك، كان بمثابة ذراعه اليُمنى التي يبطش و يقطع بها، ما جعله عرضة للكثير من المخاطر في وقت كان في غنى عن كل شيء يحول بينه و بين تأمين تلك الحياة الملائمة الآمنة

لم يكن ينشدها لنفسه، بل لأميرته التي رُزق بها بعد مدة قصيرة من زواجه بالمرأة الوحيدة التي أحبها، كان ينتظر مجيئ طفلته هذه بشدة فرحًا و مسرورًا

لولا تربص الأشرار و الشيطانين المتنكرة به و بعائلته، إذ فارق الحياة بليلة مولد أميرته، و لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديّ الملك موصيًا إياه بها ...

لكن ها هي الأميرة قد كبرت بعيدًا عن الملك.. و قد أضاع هو أمانة أخيه و نقض العهد دون أن يدري مشغولًا بمملكته و حاشيته الأهم منها هي و أبيها المتوفى بكل تأكيد !

°°°°°°°°°°°

في طفولتها، لم تذكر أنها حرمت من أيّ شيء، كانت طلباتها مجابة منذ أبصرت عيناها الحياة بمنزل خالها ...

كان كل شيء على ما يرام، صحيح أمها حزينة و مريضة على الدوام، لكن كانت هناك زوجة خالها الحنونة تعتني بالجميع، فما كانت شديدة القلق.. خاصةً بوجود إبن خالها الذي أضحى أخًا و صديقًا لها... حتى خالها.. في هذا الوقت أظهر لها حبًا آنست به و أنساها حقيقة أنها طفلة يتيمة

هكذا نشأت "ليلة" محاطة بالألفة و الدفء الأسري، حتى بلغت الثانية عشر من عمرها، حرفيًا.. حياتها تدمرت ...

بدءً من وفاة زوجة خالها المفاجئة، و التي كانت كارثة حيقية للجميع و زعزعة شمل الأسرة الصغير، حيث قرر خالها الذي لاحظ بوادر أكتئاب على ولده أن يرسله ليحصل مسيرة تعليمه بالخارج بإحدى المدارس الداخلية بالولايات المتحدة الأمريكية

الأمر الذي جعل منها وحيدة و حزينة مثل أمها، التي إشتد عليها المرض بصورة متلاحقة للنوائب التي حلّت فوق رؤوسهم، فصارت عجوزٌ قبل أوانها، و إلتزمت الفراش مواظبة على أدوية القلب و السكري و قصور الكلى ...

حينها أدركت "ليلة" أن أمها قد استسلمت و أن الحياة قد قهرتها و هزمتها بهذه البساطة، إن هي إلا مسألة وقت و ستلتحق بأبيها، سوف تتركها أيضًا.. أيقنت هذه الحقيقة و تصالحت معها أيضًا.. فقطعت وعدًا بينها و بين نفسها ألا تترك أمها أبدًا، و ألا تحزنها أكثر أو حتى تجعلها تقلق بشأنها

و سنٍ مبكرة، حيث كان من المفترض أن تبتهج و تتلبس حياة المراهقين متقلّبة المشاعر، وجدت نفسها و قد كبرت ضعف عمرها، فلم يشغلها شيء سوى الاعتناء بوالدتها و إدخال السرور على قلبها بأقل الاشياء

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن