أن يفعل معها كل هذا، يفك قيودها و يفتح باب سجنها، أن يُطلق سراحها دون أن يأبه لكلمة والده ...
ذلك شيء أذهلها !!!
هاك هو الباب قد فتحه أمامها على مصراعيه، ما عليها سوى أن تقوم و تعبر خلاله لتتأكد من صدق ادعاءاته ؛ لكن بدلًا من ذلك حطّت بمكانها أكثر لعدم قدرتها على النهوض بنفسها
حاولت تحريك ذراعها، لكن ألمًا شديدًا أعاقها و إجتاح جميع عظامها فجأة، فتأوهت و هي تعاند الألم كدأبها دومًا و تنهض واقفة على قدميها كاتمة صيحة متألمة
كانا جفناها مطبقين، فاستغرقت لحظاتٍ حتى شعرت بؤتها على التحمل من جديد، سارت بشكل غير متزن صوب "رزق" و هي تقول بلهجة ملبّدة ببوادر إلتهاب شعبي حاد :
-بالسهولة دي !
إنت ناصبلي فخ و لا إيه ؟و مدت يدها بصعوبةٍ لتغلق باب الشقة مستطردة و هي ترفع ذقنها لتواجه نظراته الميتة بتحدٍ :
-أنا صحيح هامشي من هنا. بس مش قبل ما أخد حاجتين.. ميراثي و ورقة طلاقي !!
و عدتهم على إصبعيها، بينما يرمقها بفتورٍ طال أمده.. ثم يقولها في وجهها بلا مبالاة :
-إنتي طالق يا ليلة ...
جحظت عيناها بصدمة بنفس اللحظة، و لم تستطع نطقًا بعدها !
___________
العقل المدبر، لا يكف أبدًا عن النِصاب، حتى في أوج الجدال من حوله و كثرة الأقوال
بقى "سالم" عاكفًا على التفكير، لتسأم أمه من صمته المطوّل و تهتف به :
-إنت ساكت ليه يا سالم ؟ سمعني بتفكر في إيه ماتسبنيش كده !!
يرفع "سالم" رأسه كما لو أنها كانت تحت الماء، كان يجلس في كرسي بين أمه و زوجته "هانم".. نظر إلى "دلال" قائلًا بجمودٍ :
-ممكن تهدي شوية ياما ؟ مافيش حاجة خلاص !
دلال منفعلة : مافيش حاجة إزاااي !!
و البلوى اللي جوا دي
هي و إللي في بطنها هاتسيبها تولد لابنك عيّل إبن حرام ؟؟؟
هانقول إيه للناس يا سالم و شكلنا هايبقى إيه !!!تأفف "سالم" بغضبٍ و هو يهب واقفًا بلحظة، جمع ذيل عباءته المفتوحة في ذراعه و صاح بنفاذ صبر :
-خلاص يامــــا.. قلت خلاص. أخر همي كلام الناس و إنتي عارفة. أصلًا من إمتى عملت حساب في حياتي لمخلوق. إللي عايزه بعمله غصبٍ عن عين أي حد
أخذت "دلال" ترمقه بذهولٍ مرددة :
-يعني إيه !
قصدك تقول إيه بالكلام ده ؟ هاتسيب رزق كده ؟
هاتسيبه يقع الوقعة دي يا سالم ؟؟!!بدا متأزمًا من ذلك الخناق الذي تشده عليه أمه، فغمغم حاسمًا الجدل مشيرًا بكفه الضخم :
أنت تقرأ
وقبل أن تبصر عيناكِ
Romanceلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا