_ موروثات ! _

15.2K 825 71
                                    


ملأت الزغاريد الدار و الصيحات المهللة في كل مكانٍ، كان كل هذا بمثابة طعناتٍ تنفذ إلى بدنها، لحظة وقوع الخبر على مسامعها، لم تتحمل و هرعت راكضة إلى شقة أبيها

ظنَّها الجميع خجلة.. إلا إنها في الحقيقة كانت مصدومة، مرعوبة، بالطبع، ما المتوقع منها ؟

بعد أن علمت بأن عمها

الزعيم الكبير

و قد قرر أن يزوجها من إبنه بعد أيامٍ قليلة !!!

أيعقل بأن يكون زفافها هي خلال تلك الفترة القصيرة و على أكثر إنسان تمقته في حياتها !

لا و الأدهى، الأقسى على الإطلاق كان علمها بخبر زواج الرجل الذي أحبته من صميم قلبها من أخرى، عذابٌ طافح يكاد يخنقها حتى الموت

إرتمت فوق الأريكة تصك أذنيها بيديها و هي تذرف الدموع بصمتٍ، لا تستطيع تقبل هذا، لا تتحمل سماع صوت الأفراح و الاحتفالات.. إنها ليست زيجة كما يعتقدون، بل جنازة !!!!

-بطة !

كان هذا صوت أمها، السيدة "نجوى" قد لحقت بها و ها هي تلج عبر باب الشقة بابتسامة من الأذن للأذن، أغلقت الباب خلفها بسرعة و هي تقول مستديرة ناحية إبنتها :

-يا فرحة عمري.. الليلة نازلين نجبلك أحلى شبكة يا قلب أمـ ...

بترت جملتها حين وقعت عينيها على فتاتها التي بدت في حالة شنيعة من البؤس و الحزن الشديد

إنطلقت صوبها و هي تهتف بجزعٍ ملتاع :

-مالك يا فاطمة.. مالك يابنتي فيكي إيه ؟!!!

و جلست على طرف الأريكة بجوارها، أحاطتها بذراعيها و ضمت جمسها المرتعش إلى أحضانها الحنونة متمتمة بقلقٍ :

-إيه إللي صابك يا قلب أمك. جرالك إيه بس يا بطة.. ردي عليا يا حبيبتي إيه إللي فيكي !!!

-أما ! .. نطقت "فاطمة" بصعوبة من بين دموعها

نجوى بتلهفٍ : عين أمك ياختي !

أرخت ذراعيها من حولها عندما شعرت بأنها تريد الارتداد للخلف قليلًا، بينما تتطلع "فاطمة" إلى والدتها و الدموع ملء عيناها.. تنتظر هنيهة، ثم تقول بلهجةٍ مرتجفة :

-آنا.. أنا مش عايزة أتجوز مصطفى !!!

حملقت "نجوى" فيها ببلاهةٍ بادئ الأمر، ثم ما لبثت أن سألتها مذهولة :

-مش عايزة تتجوزي مصطفى ؟ ليه يا بطة ؟؟!!

هزت رأسها للجانبين مغمغمة بمرارةٍ :

-مابحبوش ياما.. عمري ما حبيته. أنا كنت مفكرة الكلام إللي بسمعه من صغري ده لعب عيال.. بس لما توصل لجواز و بالسرعة دي. لأ.. لأ ياما ونبي. شوفيلي حل

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن