أخيـــرًا ....
إنه يوم الزفـاف.. بعد طول إنتظار.. و ترقب... و أجواء من القلق و الاضطراب على مدار إسبوعًا كاملًا.. اليوم تضع اللبنة الأخيرة... اليوم ينال كلٌ مآربه فيرضى
أو يشقى !
لا يزال السرادق الضخم مقامٌ منذ ليلة الحناء، فقط تم إضافة زوجيّ من الآرائك لأجل العرائس، و بدأت تجهيزات أخرى حتى يتسنى للرجال و النساء معًا الحضور بنفس المكان و لكن بشكلٍ منفصل
في جهة أخرى، داخل منزل العائلة و بشقة الجدة "دلال" لم يكف المرح و الفرح منذ بكرة الصباح، تجلس الجدة متربعة فوق أريكتها الوثيرة، تضع الدف بحجرها و تدق عليه بإيقاعٍ يطرب و يجبر خصور الفتيات على الرقص بلا هوادة
كانت البهجة على أشدها هنا، و نساء العائلة يشرفن على ضيافة الأهالي سواء هنا أو بالخارج، وحدها "هانم" التي بقيت إلى جوار "دلال" لتعتني بها.. فإذا بـ"عبير" زوجة "عبد الله الجزار" تأتي و تطلق ذغرودة قرب أذنها في باردة مازحة ...
-لولولولولولولولولولولولولولولي. مبروووك يا أم العريس ! .. هتفت "عبير" و هي تنحني لتحتضن "هانم" و تقبلها على خديها
إبتسمت "هانم" و هي تبادلها العناق الودي قائلة بغبطةٍ حقيقية :
-الله يبارك فيكي يا عبير. ما هو مصطفى إبنك بردو. مبروك ليكي إنتي كمان ياختي يا حبيبتي
رمقتها "عبير" بنظرةٍ ممتنة و قالت :
-تسلمي يا غالية. عقبال ما نشوف عوضهم. الليلة الجزارين كلهم بيفرحوا.. ربنا يتمها على خير يارب
-ماسمعتكيش بتباركيلي على رزق يعني يا عبير ؟! .. قالت "دلال" هذه العبارة بلهجةٍ مقتضبة تكنف تحذيرًا ضمنيًا
لتنظر إليها "عبير" و تقول في الحال :
-يلهوي ياما بتقولي إيه بس. ده كله إلا رزق. ده الغالي يا ست الكل أصبري عليا إنهاردة حالفة ما حد يبخره على الزفة غيري. ده أنا هارقصله لوش الصبح و هفرق الشربات بإيدي. كلهم عيالي ياما أنا ماشوفتش غيرهم. حتى ليلة كأنها حتة مني !
تراجعت "دلال" في هذه اللحظة عن موقفها المتحفظ تجاه زوجة إبنها و قالت بلطفٍ :
-إن شالله يفرحنا كلنا بيهم يا عبير
-و يخليكي لينا ياما ! .. و أمسكت "عبير" بيدها لتقبلها
ثم ذهبت لتقضي حوائج المنزل و تباشر واجب الضيافة مع البقية ...
-هما هايوصلوا إمتى يا هانم ؟
إلتفتت "هانم" نحو الأم الكبيرة و أجابت سؤالها بهدوءٍ :
-لأ ياما ده لسا بدري على العرايس. شغل الكوافيرات ده و الحمامات و التكييس و الافران دي مواويل كبيرة أوي
أنت تقرأ
وقبل أن تبصر عيناكِ
Roman d'amourلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا