أمام المرآةيقف منذ بضعة دقائق
يستعرض على جسمه الرياضي المفتول كافة ثيابه الفاخرة ...
كل قطعة هنا قد جمعها على ذوقه الخاص و بماله.. مال أبيه في الحقيقة الذي إستحقه جزاء قيامه بالأعمال المشبوهة التي أسندها إليه منذ حداثة سنه
إنه يملك خزانة ثمينة، و يملك قالب و وجه يحسده عليه الجميع، في الماضي لم يكن يبالي بذلك، لكنه اليوم يأخذه على محمل الجد و الاهتمام، إذ أنه من غير المعقول أن تمتنع عنه امرأة مهما كان حسنها أو مركزها
و بالنسبة لإبنة عمه تحديدًا كان الأمر عصيًا على الاقناع، لم يستطع أن يبتلع لها رفضها إياه.. و قد بدأ يساوره الشك نحوها
فهي إما تحب رجلُ آخر من قبله، أو أنها تخفي سرًا ما !
الشيء المهم الذي تطلع له هو إستحالة مقتها من علاقة تربطها به، لا يعلم أهكذا يصوّر له غروره أم ماذا... لكن مهما يكن.. لا ينبغي أبدًا أن ترفضه امرأة بدون عذر يستحق
و هو عازم بشدة على كشف هذا العذر، لقد دخلت نطاق إهتمامه بعد أن كانت لا تعني له شيء، الآن هي بدائرة أفكاره و لن تخرج حتى يلج هو إلى رأسها و يعرف عنها كل شيء !
أطلق "رزق" زفرة نافذة الصبر فجأة ...
حين شعر بالملل من مدة مكوثه الطويلة في إختيار بذلة قيّمة يرتديها لهذه الأمسية المميزة، و بدون مقدمات رمى ما بيديه فوق سريره و توجه ثانيةً إلى الخزانة
تعمّد ألا يفكر حتى و هو يلتقط بذلته عصرية الطراز ...
كان بالفعل بسرواله الداخلي فقط، لكنه بعد دقيقتين بالتمام، كان يقف من جديد أمام المرآة و قد شرع بربط عقدة عنقه... ما اختاره ليس ببذلة تمامًا ؛
إنما بنطالًا من القماش الأسود ماركة بولو الأمريكية.. و قميصًا أبيض تعلوه سترة رمادية بدون أكمام الإثنان ماركة دلوتشي آند چابانا.. و من مجموعة ساعاته الباذخة إلتقط منشودته من ماركة رولكس ذات سوارٍ مطاطي أنيق.. و أخيرًا زوجيّ الحذاء من جونستون آند مارڤي
و ها هو ...
يتأمل مظهره الأنيق بالنهاية و هو يرش من عطره المفضل على الإطلاق ديور سوڤاچ.. هكذا بالضبط أراد أن يبدو
جميلًا، جذابًا، أنيقًا.. شكله يوحي بالامبالاة التي عمدها منذ زمنٍ طويل
حانت منه نظرة ناحية الحقيبة الجلدية التي سلّمه إياها أبيه، و التي لم تكن تحمل داخلها سوى طقمًا من الألماس يعود لأمه.. يا له من شيءٍ ثمين يجب أن يخبئه عن الأنظار و فورًا
توجه "رزق" صوب الحقيبة و حملها إلى خزنة صغيرة أسفل خزانة الملابس.. ضرب الرقم السري و وضعها بالداخل و أغلق عليها ثانيةً و هو يطلق زفرة مطوّلة... و يتذكر
أنت تقرأ
وقبل أن تبصر عيناكِ
Romanceلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا