_ كأس زعاف ! _

15.6K 864 59
                                    

-لأ !

-لأ إيه ؟!

-محدش هايجي معايا !

كان "مصطفى" ينهي إغلاق أزرار قميصه الكحلي الضيق أمام المرآة، استطاع أن يرى ردة فعل أمه المنزعجة على قراره بانعكاسها الواضح من خلفه، لكن ذلك لم يثنيه و لو قليلًا عن كلمته

في المقابل حاولت "هانم" أن تقنعه باسلوبٍ ألطف و هي تقترب منه مقدمة له قنينة العطر الباهظة :

-بس يا حبيبي انت محتاج مساندة. مش قصدي مساندة شخصية.. فاطمة لما تشوفني معاك تعملي خاطر. لو في نيتها حاجة أنا اقدر اقول كلمة كده تهديها و آ ...

-إيه ياما التهويل ده بس !! .. هتف "مصطفى" متذمرًا

تناول منها قنينة العطر و طفق ينثر منها على عنقه و قميصه مستطردًا :

-ماتقلقيش مش هايحصل أي حاجة. أنا كلمت عمي إمام و هو بنفسه قاعد في شقته مستنيني و مأكدلي إن بطة جاهزة و هاتيجي معايا بخاطرها

هانم بقلقٍ : طب و علي !
علي من ساعة إللي جرى و هو يطيق العمى و لا يطيقك يا مصطفى ...

عبس "مصطفى" مرددًا :

-و أنا مالي و مال علي.. كلامي مش معاه أساسًا. فاطمة دي ليها كبير و هو نفسه كبيره أبوه. بعد كلمة عمي مالهمش قوالة

تبسمت "هانم" مؤيدة كلامه :

-و لا حد له كلمة فوق كلمة أبوك. من أول ما خرجت من المستشفى كان مطلعهالك و مخليها تستناك في شقتك بنفسها.. بس إنت يا حبيبي إللي طلعت أحسن من الكل. و أثبت لفاطمة إن قلبك عليها و بتحبها بجد. لولاش بس الشبطان لعب بعقلك ليلة الدخلة ...

تأفف "مصطفى" بضيقٍ مغمغمًا :

-خلاص بقى ياما.. مش هانعيده تاني و إوعي أسمعك أو أي حد يجيب سيرة اليوم ده كله أصلًا. مش عايز أفتكره

ربتت على كتفه بلطفٍ :

-حاضر يا حبيبي. حاضر مش هاتكلم فيه تاني.. انا ماتمناش حاجة من الدنيا إلا سعادتك انت و اخواتك يا غالي. يلا يا قلبي إنزل لعمك و خد مراتك على بيتكوا. ان شالله بالخير و الهنا يارب ...

و تنهدت مكملة :

-يلا و أنا كمان اطلع لابوك.. أشوفه عايزني ليه !

اندهش "مصطفى" على الأخير و هو يسألها :

-أبويا طلبك عنده ؟؟؟

-أيوة

-عنده عنده. في شقته يعني ؟؟!!

-أيوة يابني.. يوه. هاكدب عليك !

مصطفى مؤنبًا : و طالعاله كده ياما. ده ينفع بالذمة !!

رفعت حاجبيها بتعجبٍ :

-المفروض أطلع إزاي يعني مش فاهمة !!!

جوابها "مصطفى" مبتسمًا بخبث :

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن