_ أريدك أنتِ ! _

15.4K 797 46
                                    


ترددت قليلًا قبل أن تحسم ذاك الصراع الهزلي بداخلها بين كبريائها الأخرق و رقة قلبها، ضربت بهذا الكبرياء عرض الحائط لتفوز رقة القلب بالطبع.. فور أن خفتت أصوات المشاجرة التي تنصتت على جزءً منها

أغلقت باب شقتها.. الشقة الجديدة التي أمست تتقاسمها مع "رزق"... زوجها !

هبطت الدرج ثلاث طوابق وصولًا إلى شقة عمها "عبد الله".. كان الباب مفتوحًا، فقرعت عليه رغم ذلك و هي تمد رأسها عبره قليلًا، لترى كلًا من "عبير" و "نجوى" و أيضًا "فاطمة" معهما..ثلاثتهن يجلسن بغرفة المعيشة المفتوحة أمامها... و كما ترى "فاطمة" المسكينة، في حالة يرثى لها كما توقعت، رغم أنها لا زالت جاهلة بالتفاصيل ...

-مساء الخير ! .. هتفت "ليلة" بصوتها الرقيق في بادرة لطلب إذن الدخول

جاء رد "عبير" الأكثر حفاوةٍ فورًا :

-ليلة !
إدخلي يا حبيبتي. خطوة عزيزة. تعالي تعالي ماتقفيش على الباب كده ...

إبتسمت "ليلة" و هي تلج بخطوات متحفظة و قالت :

-أنا جاية أطمن على بطة. بصراحة سمعت صوتها من فوق بتصرخ.. خير يارب !

قامت "عبير" لتستقبلها بنفسها و هي تقول بتلطيف :

-بطة زي الفل أهيه يا حبيبتي. ماتقلقيش.. إنتي إيه إللي نزلك بس يا عروسة ؟ ده يصح بردو إحنا إللي حقنا كنا نطلع و نطمن عليكي. حقك علينا يابنتي و الله

-و لا يهمك يا طنط عبير.. المهم بطة !

و أطلت على إبنة عمها التي جلست فوق الأريكة وحدها ضامة ساقيها إلى صدرها و تبكي في صمتٍ، ألمها قلبها حين رأت ذلك، و ما كادت تقتري منها أكثر

إرتعدت بقوة عندما قفز صوت السيدة "نجوى" من خلفها فجأة شبه صارخًا ...

-يعني مصممة تتجاهلي أمك يا بطة ؟ بتعاقبيني بسكوتك و حتى مش قابلة تبصي في وشي ؟؟؟
أنا كنت عاملتلك إيه ؟ كان في إيدي إيه أعمله و ماعملتوش ؟؟؟ روحي
و الله مش مسمحاكي.. مش مسمحاكي يا بطة. و أديني أهو غايرة من وشك !!!

و هرعت تجاه باب الشقة لتخرج، لتتبعها "عبير" راكضة في إثرها ...

-إستني يا نجوى.. يا نجوى مش كده.. بقولك إستني !!

أصدرت "ليلة" تنهيدة مرتاحة في هذه اللحظة، هكذا صارت الأجواء أفضل بكثير.. و قد خلا وجه المسكينة.. تطمئن عليها و تؤازرها جيدًا ...

-بطاطا !

إرتفع رأس "فاطمة" في الحال محملقة بقوة بوجه "ليلة" المبتسم في وداعة متناهية ...

كان تلك الكنية المحببة لقلبها، الآن عندما سمعتها، خاصةً منها هي.. أحست و كأنها ملحًا يضاف فوق جروحها

لكن مع ذلك لم تستطع رفض اليد التي مدتها "ليلة" نحوها، حين جلست إلى جوارها ماسحة على رأسها باليد الأخرى بحنانٍ يليق بها... أفلتت من بين شفاهها شهقة باكية.. و ما كانت هي إلا إذنًا داخليًا دفعها بالقاء نفسها بين أحضان الأخيرة، و من ثم الإنتحاب على صدرها بكل قهرٍ و مرارة

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن