تلك المحنة التي مرت بها، مؤكد كانت لها فوائد كما ألحقت بها قسمًا من المساوئ أبرزها أنها كانت ستفقد حياتها برمتها، لكن لحسن حظها هذا لم يحدث.. و قد نجت !لم تكن ممتنة لنجاتها على يديه، أو لأجل إصلاح أيّ فساد بينهما، بل إن الحياة نفسها أمست تراها بنظرة مغايرة، و صارت تمنحها تقديرًا أكثر، ليس من أجل زوجها، إنما من أجلها هي
من أجل شخص "هانم" فقط ...
تذكر نفس حفلة الاستقبال الشعبية الكبرى التي من قبل لإبنها، اليوم أقيمت لها أيضًا، يزيد عليها كم الحب و مشاعر الولاء التي أمطروها بها قاطني الحي من الكبير إلى الصغير، و كأن "هانم" ليست زوجة الزعيم فقط، إنما هي أم و أخت و إبنة
الجميع يحب "هانم".. إلا الرجل الوحيد الذي أحبته ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كم أحست بالحرج و هي ترتقي طوابق المنزل محمولةً على ذراعيه القويتين، و أمام أعين العائلة كلها، رغم اعتراضاتها، رغم أنها نطقت لأول مرة لكي تحتج على هذا فقط
إلا أنه لم يستمع إليها، و بتفاخر تجاهلها و فعل ما أراد، كانت مفاجأة لها لم تعلم عنها شيء _ إنتقالها إلى شقته _ محرابه المقدس، الذي لا يشاطره أحد به
إنها الآن تلج داخله، بل داخل غرفة النوم حتى، غرفة النوم التي عبقتها روائح الغراء و الدهانات الحديثة ...
عبست مستغربة، فإذا بها تلقي نظرة تلقائية صوب الحائط الشهير.. كان قد ترمم بالكامل و عُلّقت فوقه صورة "كاميليا" ثانيةً
اختلجت أنفاس "هانم" حين وجدت نفسها تتموضع فوق الفراش الوثير بعد أن تخلّت عنها ذراعيّ "سالم"
متسلحة البقية الباقية من شجاعتها، تطلعت إليه بلمحة من التحدي و قالت بصوت متذبذب :
-أنا مارضتش أعمل مشاكل قصاد العيال و اخواتك. أمك عارفة نيتي و انت قبلها عرفت.. كلم اخواتي يجوا ياخدوني يا سالم. أنا عايزة أتطلق و ده آخر كلام
مسّد "سالم" صدغه مطلقّا زفرة مطوّلة، لم يجد لديه طاقة للمجادلة، لكن إكتفى بالقول دون حماسة :
-إيه رأيك نوفر النكد لوقت تاني يا هانم ؟ إنتي رجعتي بيتك بالسلامة. و معايا دلوقتي. جمبي و في سريري زي ما كنتي بتتمني دايمًا.. إتبسطي بقى يا أم العيال ...
-إنت عمرك ما هاتبطل غباء !
كأن دلوًا من الثلج هوى فوق رأسه إثر عبارتها الباردة المهينة، و رمقها بعينين جاحظتين بالغضب ...
-إنتي إتجننتي يا هانم ؟؟؟؟؟ .. صاح منفعلًا-جتلك الجرأة تشتميني !!!!
إبتسمت ساخرة و ردت عليه :
-أنا مش بشتمك يا سالم. أنا بوصفك.. انت لسا مفكر نفسك أهم حاجة في الحياة ؟ على الأقل حياتي أنا. مابقاش ليك مكان فيها خلاص. إفهم.. خلاص
أنت تقرأ
وقبل أن تبصر عيناكِ
Romanceلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا