حزمت أغراضها بالفعل، و قد تركها تفعلها هذه المرة، بعد أن إتخذ الوقت الكافٍ ليفكر في الوضع جيدًا، و الواقع أنه خرج بثمرة هذا التفكيرليتركها على أهبة الاستعداد بالصالة يجوار حقائبها، و يقف خلف النافذة المطلة على الحارة واضعًا الهاتف فوق أذنه بانتظار رد "علي".. كان بامكانه أن يرى أبيه و هو يقف بشرفته عينيه لا تبارحان المنزل الذي يقف بداخله لكنه لا يراه هو
و أسفل حاجبيه المعقودين ظل يواصل بعينيه الحادتين النظر إلى "سالم" المتربص بهما كصيادٍ ينتظر ظهور طريدته، و فجأة جاء رد "علي" مخترقًا مسامعه المترقبة ...
-إيه يا يسطا نقول صباحية مباركة !
وبخه "رزق" بحدة :
-إحترم نفسك يا علي
-مش لما تبقى محترم إنت الأول ياخويا.. خدت خطيبتك و روحتوا فين متأخر إمبارح يا نمس. إعترف ياض
تأفف "رزق" نافذ الصبر :
-علي بجد مش فايق لخفة دمك.. إنت فين ؟
إتسم صوت الأخير بالجدية الآن :
-في الورشة عند إسامة أبو الخير. في حاجة و لا إيه ؟!!
أمره "رزق" بحزمٍ :
-طيب تعالالي بسرعة محتاجك في حوار
-خير طيب قلقتني
-أما تيجي هاتعرف
-أجيب معايا الرجالة طيب ؟؟؟
-لأ.. تعالى لوحدك. بس بسرعة
-ماشي جايلك
-عارف هاتلاقيني فين !
-فينك يا عم مش ناقصة ألغاز !!
شرح له "رزق" موقعه تمامًا، ثم أغلق معه و أعاد الهاتف إلى جيبه ملتفتًا نحوها ...
-عشر دقايق و هانتحرك ! .. قالها "رزق" بشيء من الجفاء
-جهزتي كل حاجتك ؟؟
أومأت له أن نعم، ثم قالت و هي تنهض ببطءٍ :
-باباك مش مش هايعرف إللي هايتم إنهاردة ده صح ؟
رد "رزق" بصرامةٍ :
-لأ.. مش صح. هايعرف طبعًا. بس لما أضمن إنك بعيد عنه خالص. هاروح بنفسي و أواجهه
ازدردت ريقها بتوترٍ و سألته :
-هو ممكن.. ممكن يئذيني يعني و لا إيه ؟ هو عارف إللي بينا ؟!!
أجاب عن النصف الأول من سؤالها :
-طول ما أنا عايش يا نسمة محدش يقدر يمس شعرة منك.. إطمني خالص. و بعدين مش أهم حاجة عندك نكون مع بعض ؟
أومأت أسرع هذه المرة، فأضاف ببساطةٍ :
-خلاص. يبقى ماتسأليش. مطرح ما هاسيبك هاتفضلي مستنياني. و هاتكوني في أمان و أنا مش هقلق عليكي.. لكن حي الجزارين مابقاش أمان ليكي من بعد إنهاردة !
أنت تقرأ
وقبل أن تبصر عيناكِ
Romanceلستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندما لم يجد فيك مأخذا و أقبل عندما أبى في غيرك تقربًا