الفصل الرابع من الجزء الثانى من رواية كبرياء زوجة ممنوع النقل او الاقتباس أو المشاركة او النسخ ..
................... ......................................
اقتحمت فريدة مكتب مراد ووجهها شديد الاحمرار من أثر البكاء ترتدى ثوب زيتونى اللون وحجاب يماثله ..
نظرت إلى مراد بحزن وغصة وهو يردد انا لله وانا اليه راجعون
لا تدرى ماذا تفعل فتصرفت بفطرتها الانسانية بعيدا عن موجبات العقل وتداعيات القلب
واستدرات إلى خلف المكتب حيث يجلس مراد خائر القوى وامسكت بيده ونادته مراد
رفع وجهه إليها وكأنه للتو قد شعر بوجودها ليستقيم ويمعن النظر إليها متسائلا لماذا الآن يافريدة ؟؟؟؟ هناك الكثير لم اعشه معه وأحاديث لم نقولها
ااه يارب انا لله وانا اليه راجعون ظل يرددها ودموعه تنساب رغما عنه أخذته فريدة بين أحضانها تربت على ظهره ليشدد من احتضانها حتى تألمت وكتمت تاوهها
قل معى يامراد اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منه ..... قل يامراد
ردد مراد الدعاء وهو يتعسر ويتلعثم وكأنه فقد ابجديات الحديث ونشيج بكاءه يطغى على سكون المكان وكان العالم توقف الان
مات ابى يافريدة لم أكن أعلم أن وقت الفراق قريب هكذا
ليتنى كنت اعلم ... أمسكت فريدة وجه مراد بين يديها وهى تمعن النظر إليه افق يامراد هذا قضاء الله ياحبيبى ... مالنا فى انفسنا شىء ... هذا قضاء الله
هيا لتودع ابيك وتقوم بواجبك نحوه
كان مراد لا يقوى على الوقوف والسير تابطت فريدة ذراعه وهى تحثه على السير كان كالمغيب والناس تتحرك من حوله وتواسيه وهو لا يستوعب ... ااحقا مات والده ... ااحقا انتهت حياة سيف الدين
لقد كسر ظهره بفقد أباه ...
فهو كان الجندى المجهول فى قصته فماذا ستكون نهاية قصتك انت يامراد ...
..........................................................
ساد قصر الملاح الحزن وسط صرخات زهراء وعويلها ااه ياسيف الدين ... الى من تتركينى ... الى ضياع وظللت تردد كلمات غير مفهومه ليتعالى نشيج بكاء علياء وسوسن تنهرها اقول جاهلية زهراء افيقى من لغو الشيطان و اذكرى الله واستعين به يرزقك الصبر والسكينة وفريدة التى حاولت التماسك ودموعها تذرف بغزارة لتربت على ظهر علياء وتضمها باحضانها وتواسيها لكل اجل كتاب حبيبتى انا اليه راجعون ... نحن هنا فى ارض أعدت للبلاء ... نفترق لنجتمع ان شاءالله فى الجنة
اللهم اجعلنا من أهلها ... آمين
..........................................................
وقف خالد بجانب زياد وعمه هشام بينما يقف مراد فى اول الصف يتلقى التعزية أمام قبر أبيه ... بعد أن انهار أمام القبرلتخور قواه أرضا ليجلس عمه هشام بجانبه ارضا ويضمه بحنو إلى صدره وخالد وزياد يحملان جثمان سيف الدين وينزلاه إلى قبره
ربت زياد على ظهر مراد يواسيه وهو يحتضن يديه حتى ساعده عظم الله اجركم اخى وغفر له ورحمه واسكنه فسيح جنته من غير حساب ولا سابقة عذاب
آمين يازياد وتقبل الله منكم ادعو له يازياد عمك سيف فارقنا دون وداع علمنى كل شىء ولكن نسى تعليمى أن اعتاد فراقه ..ان لا اشتاق اليه ... كانت احاديثنا دوما ناقصة
قالها مراد بغصة وحزن شديدين ...
بينما خالد صافح عمه هشام واحتضنه يواسيه ويدعو له بالصبر والسكينة .....
.......................................................
صافح خالد مراد بفتور لبق عظم الله اجرك يامراد .. نظر له مراد وهو يومىء برأسه شكر الله سعيك ياخالد ..
....................................................... عادت هشام ومراد إلى قصر الملاح لاستقبال من تأخر عن عزاء المقابر بينما حاوط زياد خالد بذراعه وهو يحثه على السير نحو سيارة خالد هيا ياصديقى لقد قمت بواجبك كاملا هيا بنا إلى بيتك كى تستريح لا تنسى انك ارغمت الطبيب ياابن الملاح على الاذن لك بالخروج من المشفى على مسؤوليتك .. لا تستهين بصحتك ياخالد انت لم تشفى بالكامل بعد تحتاج إلى الراحة والهدوء ...
أنا بخير يازياد لا تقلق على .. قالها خالد بينما الشحوب يكسو وجهه ... فرد عليه زياد متهكما هذا واضح ياخالد وضوح الشمس فى كبد السماء
اتجه خالد إلى مقعد السائق ليبعده زياد متهكما الم تتعظ عمك توفاه الله فى سيارته اليوم وانت تريد أن تقود السيارة بى وانت بحالتك تلك ... لا اخى انا لدى طفل لم اره بعد واريده أن ينعم بعطف أبويه معا
تحدث خالد باستلام : ما كل هذا افعل ما تشاء
هيا قد انت السيارة وألقى له مفاتيح القيادة وانتقل إلى الجانب الآخر من السيارة يجلس بجانب مقعد القيادة
زياد أذهب الى بيتى .. بيتك
الن تذهب الى فيلا العاصم .. لا
خالد لا تعاند انت محتاج إلى رعاية دقيقة
زياد امى لم تشعر بغيابى اسبوع كامل قد استطعت انت خداعها بسهولة أننى مسافر فى عمل لم تقلق لم تثير الدنيا من تحت قدميها ... لقد اكتشفت قيمتى الحقيقة يازياد .. أنا لا اعنى لأى أحد قالها خالد بياس واستسلام ... ماذا تقول يارجل انت صديق دربى ورفيق روحى انت تعنى لى ولاولادك الكثير ياخالد ... إلا تكفيك .. قد يجوز تعود خالتى منيرة على كثرة سفرك وبعادك عنها ... من فضلك يا زياد لا اريد مبررات أو اعذار لها .. انا فقط أردت أن أوضح لك الامر ان وجودى ببيتى أو بيت العاصم سيان ...
لا تقلق سارسل لك ممرض يقيم معك تلك الفترة .... يا زياد انا ... رفع زياد يده ولم يجعله يتم حديثه بالاعتراض كفاك ياخالد واجعلنى انتبه للقيادة ...
كان يوم عسير لقد صعقت عندما هاتفتنى رجل وهو يقول لى هل تعرف سيف الدين الملاح .. لاقول نعم فيقول البقاء لله لقد لقى حتفه فى حادثة سير بسيارته
رحمك الله ياعمى سيف الدين كنت عطر فواح فى هذه العائلة لم نسمع منك الا طيبا
صدقت يا زياد كان كالمسك يؤثر من يجالسه ... أخشى ما أخشاه أن يؤثر الحزن على علياء .....
....................................................
صدق من قال: المصاءب لا تأتى فرادى كان يجب أن أكون بجانب علياء وهى فى تلك الحالة ولكن ماذا افعل خالد مريض وحالته تحتاج إلى رعاية وهو وحيد دوننا أمه قاسية ذات قلب صلد ... دبره أمره ياالله
كان هذا حديث زياد لنفسه ...
ترجل زياد من سيارته ليسير مع خالد إلى بيته ويساعده ويوصله إلى فراشه ويعطيه ادويته .. تنهد خالد باشتياق وهو مغمض العين يستنشق عبق البيت الذي يذكره بايامه معها وكأنها من دهور ... لكم يدفع من عمره ويعيد زمن كانت هى مليكته وأميرة بيته ..
تجول زياد بالبيت البيت لا يوجد به طعام لقد فسد الطعام الذى وجدته فى البراد
هيا لتستريح وتستلقى على الفراش لتريح جسدك المرهق ...
سار خالد مع زياد فجسده حقا يان ويكاد أن يغشى عليه من إرهاق اليوم ...
كفاه حزن قلبه على عمه سيف الدين ...
دثر زياد خالد فى فراشه بعدما ساعده على خلع ملابسه قال : أذهب للوضوء حتى نصلى العصر جماعة يا خالد وان لم تقوى على الوقوف اتيت لك بمقعد لتصلى جالسا
لا عليك يايا يازياد ساصلى معك واقفا لعل
الله يتقبل منى ..
.......................................................
قبيل المغرب كانت نساء البيت تستقبل المعزين .. فاستقامت فريدة لتطمءن على مراد الذى استأذن من عمه وصعد إلى حجرته بعد أن انشغلوا بتحضير مائدة الطعام .... أراد أن ينفرد بنفسه قليلا
ولا حالته كان لا يرثى لها خشيت عليه فريدة فذهبت لتطمءن على صغيرتها أولا فى حجرتها واوصت المربية بها أن لا تتحرك من حجرتها ... ثم ذهبت إلى الجزء الخاص بعمها الراحل سيف الدين من القصر حيث يجاوره جناح سيف الدين وزهراء جناح مراد فدخلت بعد طرقت الباب عدة مرات لم يسمعها مراد الذى القى بجسده بعد صعوده على الفراش بملابسه وكأنه مغشيا عليه
ولجت فريدة تتجول فى الجناح الذى تدخله لأول مرة لم تهتم برؤية فرشه وتصميمه كل ماكان يشغلها هو الاطمئنان على مراد فدخلت إلى حجرة نومه لتجده نائم بشكل يرثى له ... نظرت إلى وجهه لتجد الهالات تظل عينيه كان الحزن يغمره بشكل اثار داخلها برجفة اوجعت قلبها ...
فذهبت إلى براد الجناح وحمدا لله وجدت به عصير البرتقال الطازج فأخذت كوب وصبت العصير فمراد رفض تناول الغداء وصعد إلى جناحه لتعود إلى غرفة نوم مراد وتجلس على الفراش بجانبه وتناديه مراد ... مراد لياتيه صوتها من بعيد ليستعذبه وينتبه ويفتح عيناه ليبصرها هى تبتسم اليه وتمد يدها بالعصير اليه ليسند جسده على الفراش ويتناوله منها كالمغيب ثم ليمسك بيدها التى حاولت فريدة نزعها بلين لتجده يشد عليها حتى توقعها على الفراش لتسلقى بجانبه ويشدد من احتضانها ويضع رأسه على صدرها ويغمض عينيه وكأنها ملاذه فى هذه الحياة ...
يتبع
تحياتى لكم حبيباتي
دمتم فى حفظ الله وأمانه
قلادة السماء الزرقاء
أنت تقرأ
كبرياء زوجة بقلمى قلادة السماء الزرقاء مكتملة
Romantikقلادة السماء الزرقاء كبرياء زوجة اقتباس وقفت متسمرة امامهم تنظر اليهم بصدمة وهى تراقب تلك التى تميل بغنج على صدر زوجها باريحية واسترخاء وكانه موطنها ومستقرها وهى تضم نفسها اليه وهو مستلم لها وكلاهما منسجم مع الاخر ... سالت دموعها بغزارة وهى لا تستط...