الفصل الخامس من الجزء الثاني من رواية كبرياء زوجة

1.6K 77 17
                                    

الفصل الخامس من الجزء الثاني من رواية كبرياء زوجة ممنوع النقل او الاقتباس أو المشاركة او النسخ
.........................................................

ساعدت زهراء عليا على الاستلقاء وهى تدثرها ... ابى ياامى لن اراه مرة أخرى لن يقبل يدى ويضمنى إلى صدره ويقول لى غزالتى الصغيرة  كيف احتمل فراقه امى
لن يحمل ولدى ويهدهده ... ااه ياابى ..
كفاك ياعليا اعتنى بصحتك وجنينك واشربى هذا العصير ... لا اريد امى ارجوك
عليا ليس بى طاقة لدلالك اشربى العصير
نظرت إلى أمها نظرة ذات مغزى والدموع تسيل من عينيها بكثافة رحل من كنت مدللته امى اليوم فقط كبرت غزالة سيف الدين بوفاته ...
واردفت علياء وهى تمسح دموعها بيدها امى أنا بخير اذهبى لاستقبال المعزين بالخارج ..
رد زهراء بعدم مبالاة : انا بالفعل سأذهب فمراءى لا يحتمل دلاللك .. لا اعلم اين اختفى زوجك بعد الجنازة لم ياتى إلى البيت من حينها ... كفاك ضعفا ستسرب حياتك من بين يديك بضعفك وهوانك قالتها زهراء وهى تولى علياء ظهرها
ظلت علياء تتابع انصراف أمها بيري شديد وهى تبثها سموم الكلمات وهى فى تلك الحالة لم ترحم حزنها على ابيها وانها اليوم فقدت سندها وقد انحنى ظهرها ..
....................................
جناح زياد وعلياء
ولج زياد إلى غرفة نومه لم ينير إضاءة الغرفة بدل ملا بسه واستلقى على جانبه من الفراش مغمض العينين حزنا وكمد على مصاءب لا تنتهي
كان يعلم أن علياء مستيقظه بجواره تتصنع النوم ..
ليس لى من سبيل للحديث معها ...فأنا أعلم مقدار استياءها منى
الأفضل أن أنام ولكل حادثا حديث ..
.....................................................
علياء
كنت ارقد بجانبه وانا اموت كمدا وحزنا
على ابى كنت أريد أن اتوسد صدره ابكى فقدى .. ابكى جفاءه وتجاهله ... ابكى وحدتى فى وجوده ... أبكى عشقا قد اورثنى هوانا
ما اقسى قلبك يازياد استطعت أن تغمض عينيك ولا دراية لك بحالى
شعرت أن الحجرة تطبق على انفاسى فخرجت إلى الشرفة واغلقتها على كانت الساعة قد قاربت على الثلث الاخير من الليل ... كنت استنشق الهواء بجهد وكانى اصارع الحياة كانت انفاسى عالية وكانى فى سباق ماراثون كانت دموع اقوى من أن تمنعها كان الجو باردا ولكن  البرودة التى كانت فى قلبى أشد وطأة ..
لم ادرى بحالى الا وانا افتح عينياى فى العاشرة صباحا فى فراشى الوثير والفراش خاليا الا منى ... لا أذكر الا انى عفوت فى الشرفة .. أترى أن زياد حملنى دون أن يكلف نفسه الجهد  لايقاظى وقد فاتنى صلاة الفجر سامحك الله يازياد ...
كل ذلك لكى لا تواجهنى بخذلانك لى فى مصيبتى ... وهل تتوقع منى عتاب وانت تتهرب ... انت حقا لم تعرف زوجتك بعد ..
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
.....................................
فى صباح اليوم التالى
تقلبت فريدة فى فراشها وهى تتفقد خالد بجانبها  مغمضة العينين فوجدت الفراش باردا ليومض عقلها فى حينها بأن من كان جوارها هو مراد زوجها لتفتح عينيها و هى تمسك برأسها تفيقها من غيابات الماضى لتجلس على الفراش وهى تبحث بعينيها عن مراد
لتجده يقف فى الشرفة المفتوحة وهو يحتسى قهوته الصباحية  مولى ظهره لها ورائحة القهوة تعبق الشرفة
استقامت وهى تمسح وجهها بيديها وترفع خصلاتها التى انسابت بعد خلع مراد لحجابها بالامس
ولجت فريدة إلى الشرفة ووضعت يدها على كتفه لينتفض مراد فى وقفته ويلتفت إليها بحزن عميق قد استقر فى عينيه يتأمل هيئتها والبراءة  التى تشع من وجهها والتى تشبه ندى الصباح
لينتبه إلى حاله وحالها .. ليدخلها برفق ويدخل خلفها من الشرفة وهو يمعن ايشعر
إليها ... فأخذت فريدة يده تربت عليها كيف حالك الان يامراد ... لم ارد علي سؤالها فماذا ساقول ... إن دنياى تنهار
اخذت بيدى لتجلسنى على الفراش وتجثو امامى
أنا أعرف شعورك يامراد تجاهلت حديثها حتى لا ارتمى فى أحضانها واجهش كالطفل فى البكاء اشتكى قسوتها وقسوة ابى الذى لم يودعنى حين الرحيل .. كيف الومه وهل كان يملك من أمره شيءا
تحدثت فريدة وهى مازالت على جلستها بحنو رقيق
مراد رفقا بحالك وامسكت اصابعى بين يديها واردفت
كلنا غرباء على هذه الدنيا والآخرة دارنا ومستقرنا عمى سيف غفر الله له سبقنا فقط انتهت رسالته فى هذه الدنيا ونحن به لاحقون لا نعلم متى وأين ... سنرحل حين يحين اجلنا وتنتهى رسالتنا فى هذه الحياة

كبرياء زوجة بقلمى قلادة السماء الزرقاء مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن