الفصل السادس من الجزء الثاني من رواية كبرياء زوجة ممنوع النقل او الاقتباس أو المشاركة او النسخ ..
يقف بعيدا فى ركن قصى خلف الشجرة بعيدا عن الأنظار يتأمل النجوم فى السماء فى عتمة الليل ،،، الحزن يسكنه وكأنه فقد القدرة على الحياة ،،، ظل على هذه الوقفة لساعات طويلة فى ليل الشتاء القارس حتى ارتحت قدميه فحثته على الجلوس أرضا لم يهتم من أن يصيب الثرى ملابسه فما به أعمق من أن يبالى بنفض ثوبه ....
كانت تقف فى شرفة جناحهم تراقبه مشفقة عليه لم تشعر بدموعها التى تقطر على خديها ندما على خذلان مشاعره
تود لو استطاعت الذهاب إليه تربت على كتفيه وتاخذه بين أحضانها كاى زوجة تؤازر زوجها فى مصابه ومصابها .. فبالرغم أن عمها سيف الدين لم يكن بالقرب الشديد منها إلا أن موته المفاجىء قد تقطعت له نياط قلبها وان أبدت السكينة فما تحت الرماد جمر .. وهى اعتادت أن تبدى القوة والتماسك إذ أن من يبدى الضعف والاحتياج يكون له من يتدلل عليه ويستند اليه وهى فقدت السند حتى قبل أن تنطق حروفها الأولى ..
لم تستطع مراقبة حزنه أكثر من ذلك فقد خارت قواه ،،، جمعت شتات نفسها واقدمت على الذهاب إليه رغم آلاف التحذيرات التي يرددها عقلها إلا أنها قد عزمت أمرها فهى لم تكن يوما مترددة فلابد لها من حسم أمرها وطالما قد ارتضت طريق واختارت السير فيه فستكمل مسيرتها ولو فيه هلاكها فهى لن تكون يوما عبدة لقلبها فعبوديتها لله الواحد الأحد الذى أمرها أن تكون سكينة لزوجها حتى ولو لفظه قلبها ...
دلفت إلى المغسلة لتغتسل احسن ما يكون كعروس تزف إلى زوجها الليلة وهذا ما كانت تنتويه،،،، خرجت برداء الحمام لتجفف شعرها ووتضع دهان معطر لجسدها يشبهها كثيرا
بدلت ثيابها لمنامة ليلية حمراء ظاهرها الاحتشام وان كانت تبرز جمال جسدها وتوصفه بدقة وفتحة جيبها منخفضة كثيرا اختارته فريدة بعناية ومشطت شعرها وربطته برباط يماثل لون منامتها ولم تكن قد نثرت عطرها بعد سمعت صوت صرير باب الجناح لتضع بعجالة القليل من عطرها خرجت من حجرتها تبحث عنه بعينيها وجدته يجلس على فراشه ويضع رأسه بين يديه فى الظلام .. تقدمت من الفراش فاستمع إلى حفيف ثيابها ولم يهتم أو يرفع رأسه ظن أنها ستتفقده وستذهب إلى حجرتها
ولكن
لا اعرف ما هذه الشخصية التى تلبستنى الآن متى كنت بتلك الجرأة .. جلست بجانبه لعله يرفع رأسه وينظر إلى ولكنه لم يفعل فجثيت أمامه فارتعشت يداى وهى مقدمه على ملامسته وامسكت بيده التى تحاوط رأسه فانزلها ببطء وهو ينظر إلى مشدوها يستنكر كونى عند قدميه فأمسكنى من كتفى واجلسنى أمامه ناظرا فى عيناى وقال ابدا لن تكونى عند قدم أحد ولو كنت أنا .. ولقد وقعت كلماته على كدلو الماء المثلج .. كيف استطعت ايذاءه وجرحه
لقد خجلت من نفسى وما كان منى أن وربما فعلته من داخلى فأمسكت يداه وثباتها وانا مغمضة العينين فشعرت بانتفاضة جسده وهو ينظر إلى ففتحت عيناى واناانظر اليه فلم استطع تمالك نفسى أكثر من ذلك لا ضمها إلى صدرى واشدد من احتضانها وددت لو وضعتها بين ضلوعي كان قلبى يصرخ باستجداء أن ارحمه والا احرر أسرها بين ضلوعي وقد اسرتنى رائحتها بنشوة عاشق متيم وتحللت عقدة لساني دون أن ادرى ما اجمل رائحتك يافريدة ..
الحب هذا العطر اسمه ... بل رائحتك حبيبتى رائحتك الأنثوية التى خلقك الله عليها هذه الرائحة هى من اسرتنى واستطعت تمييزها رغم انك حاولت طمسها بعطر قد يكون جميل على جسدك ولكن جماله هو باختلاطه براءحتك الخاصة فهى كبصمة اليد لا تتكرر
ثم أمسك برباط شعرها ليحرره وهو يلتمسه بشغف وعمر وجهه به .. كاد قلبى أن يتوقف وفريدة ترفع يدها لتحاوط عنقى فى تلك اللحظة ود قلبى أن يفارقنى إليها ليسكن جسدها ... فى تلك اللحظة نسيت كل شىء كان منها لتصبح فريدة زوجتى أمام الله ..
....................
اشرقت الشمس لتغزو عيناى فريدة التى تملمت فى الفراش لتجده خاليا انتبهت لصوت خرير المياه الاتى من المغسلة فمسحت وجهها بيمناها لعلها تفيق ثم أسرعت بالنهوض من الفراش لترتدى مئزرها الحريرى تشعر بالخجل الشديد من أحداث الأمس وكيف كانت المبادرة منها حتى وإن كانت يسيرة لن تستطيع أن تنظر إلى عينيه الآن لذلك أسرعت بترتيب الفراش وتذكرت ما حدث وقت الفجر بعد اتمام زواجهم فهى لم تستطع للحديث سبيلا حتى عندما أمها مراد لصلاة الفجر صلت صلاتها وراءه ،،، واسرعت إلى الفراش
ختم مراد صلاته ثم استلقى على الفراش وجذبها اليه يحتضنها ورغم أنها كانت تتظاهر بالنوم إلا أنه كشفها فهمس فى أذنها هل تسرب الندم اليك من إتمام زواجنا فاعتدلت وواجهته بعد أن كانت تدير اليه ظهرها وامسكت بيده ابدا يامراد بل العكس هو الصحيح ندمت على تأخرنا الكثير من الوقت ،،، لمعت عينى مراد ببريق العشق ليشد مراد على يدها الممسكة بيديه ويرفعها إلى فمه ليقبلها قبلات عديدة بشغف وحنان ورقة متناهية وهو مغمض العينين
ثم شدد على احتضانها وهو يدفن رأسه بين خصلات شعرها ليغوصا فى بحور الغرام وكلا منهما له أسباب سعادته الخاصة ... لم تنبه على حالها الا ومراد
يخرج من المغسلة يجفف شعره ... صباح النور يافريدة ... صباح الخير مراد قالتها وقد تلون وجهها بحمرة الخجل الذى زادها جمالا فى عينى مراد ليهرول إليها يحتضنها بشوق ويقبل جبينها بعمق وشغف وهو يستنشق رائحة جلدها بجنون وعشق قد شق على قلبه أخرجها من أحضانه لينظر إلي عينيها بامتنان .. شكراً حبيبتى ليعاود ضمها بين ضلوعه التى هى إحداها لتكون سكينة لقلبه ومودة لروحه الظمأنه لكاملها
...
تصنم زياد مستنكرا وجود تلك الطبيبة أمامه ترى ماالذى اتى بها إلى هنا
اهلا دكتور زياد ،، اهلا دكتور هويدا
خيرا ،،اهناك شىء ،، قالها زياد بترقب
لقد اتيت اليكم بناء على طلب هشام بك ...
ماذا ،،، ابى طلب حضورك إلى هنا قالها زياد باستنكار وعدم تصديق مستحيل والده يطلب من امرأة تواجدها معهم فى مكان مغلق ماذا حدث لأبيه هذا غير معقول قالها زياد فى نفسه
ولما رأت الطبيبة عدم تصديق زياد لها اردفت الحقيقة هشام بك اتصل على دكتور هيثم فى مكتبه يطلبه كطبيب للذهاب
لللاطمئنان على خالد الملاح ومعاينته حيث أنه لم يتمم علاجه بالمشفى ولما كان الدكتور هيثم فى حجرة العمليات يجرى جراحة دقيقةوانا من قمت بالرد على مهاتفة هشام بك وطلب منى إبلاغه بالأمر واعطانى العنوان ولما دكتور هيثم انتهى من إجراء جراحة لمريض ليعقبها جراحة أخرى ووجدت أن مناوبتى انتهت اتيت للاطمءنان على صحةمريضى ...هل لديك مانع دكتور زياد
عجز زياد عن الرد عليها وهو يستمع لسردها
فقال إذ كان انت لا تمانعين من تواجدك معى انا ومريضك فقط فى المنزل فلا بأس عندنا ولا مانع لدينا دكتور هويدا ترك زياد باب المنزل على مصراعيه واذن لها بالدخول
تفضل دكتور هويدا هنا وادخلها زياد إلى حجرة الضيوف استءذنك أبلغ خالد بالأمر
واغلق عليها باب حجرة الضيوف ...
وذهب إلى خالد وولج إلى حجرة نومه ليجده قد استلقى على أريكة ينظر إلى فراشه بشرود .. ما بك ياخالد لقد تركتك فقط دقائق لا فتح الباب وكنت نشط .. مابك اتسرب الخمول اليك ام تقلب معدل ضغطك قالها زياد بقلق وهو يدور فى الحجرة بحثاعن جهاز الضغط الذى جلبه معه إلى أن وجده ليتقدم من خالد الذى أوقفه بيده
وقال بجمود ومازال عينيه على الفراش لا يحيدها... لا تقلق يا زياد لن اموت انا بخير ياصديقى
........................
جلست الجميع على مائدة الطعام هشام يرأس المائدة وبجانبه على اليمين سوسن وبجانبها علياء واستغرب الجميع جلوس زهراء فى مقابل هشام ترأس الطاولة من الجهة الأخرى مكان سيف الدين رحمه الله
ولكن لم يعلقوا على هذا وتناول الجمع طعامهم فى صمت إلى أن قطعته زهراء أين مراد يا عليا هاتفيه ليتناول الإفطار معنا اتركيه على راحته ياامى قالتها علياء بحنو
راحته فى تناول الإفطار معنا ...
ما بك يازهراء .. قالتها سوسن بصرامة ،، إلا تعلمى أن ولدك تزوج امرأة هى مسؤولة عن اطعامه ... كلى واهنءى بالا حبيبتى قالتها سوسن وهى تبتسم بمغزى
بالمناسبة ياسوسن انا طلبت من يمنى أن تكون ضيفتى هنا فى قصر الملاح... لا باس مرحبا بها يازهراء بيتنا يتسع دائما للاحباب ... ولكن تعرفين طباعنا نحن لا نحبذ الاختلاط بالغرباء فى بيتنا فأرجو أن تكون ضيافه قصيرة ... ولكنها ليست غريبة يا سوسن هى ابنة عبد الحميد ابن خالتك.. بالنسبة لى غريبة يا زهراء ما دون أهل هذا البيت عنى غرباء وساعيد رجاءى مرة أخرى بلا تطول مدة الضيافة ... فلا أحبذ أن تفيد فى بيتى بوجود الغرباء .. امتعض وجه زهراء وهى تكمل تناول افطارها وتنظر إلى سوسن باستنكار ...
.......................
ضغطك مرتفع يا خالد .. حاول أن تقلل انفعالاتك عزيزى حتى تمر هذه المرحلة على خير كان هذا ماقالته دكتور هويدا لخالد وزياد بجواره وينظر إلى خالد بحزن على حال صديقه .. واردفت سنظل على هذا العلاج وهذا الدواء يتم تناوله مرتين يوميا وتيم تناول المياه بشكل أكبر
كان خالد يتابع الطبيبة بعدم لا مبالاة إذ ماذا قد يحدث له بعد ...
..........................................
رنين طويل من هاتف زياد ينتبه إليه بعد مغادرة دكتور هويدا لينظر فى شاشته
ليجيب .. السلام عليكم ياامى .. ماذا هناك
لماذا تسالينى عن مكانى ياامى .. اله بلى انا فى إجازة من المشفى .. ماذا بها علياء قالها زياد بفزع ..
أصيبت بالاغماء .. اتحققين معى ياامى وتتركين اخبارى بتعب زوجتى فى اخر المهاتفة .. سامحك الله انا فى الطريق الي المنزل ... حاضر ستقود السيارة بتروى واستذءنك اعتنى علياء ولا تتركيها حتى أتى اليك ...
ترك زياد هاتفه وولج إلى حجرة نومه خالد مهرولا ليجده كما كان قبل حضور الطبيبة يستلقى على الأريكة وهو ينظر إلى الفراش بشرود ..خالد قالها زياد بعجالة
تنبه خالد إلى نداء زياد ونبرته القلقة
فنظر له لاستفسار وحيرة ليردف زياد علياء اصيبتها اغماء سأذهب للاطمءنان عليها وسأعود اليك اهتم بنفسك إلى أن أتى هناك طعام فى المطبخ ولا تنسى دواءك إلى أن أتى ... لا تقلق على زياد .. أذهب إلى زوجتك ولا تعاود مرة أخرى ... لست طفل صغير ساعتنى بنفسى ... لا ياخالد ان شاء الله لن اتاخر عليك ....وانصرف بعد ما اخذ مفاتيح سيارته وهاتفه بعجالة وهو يهرول
للاطمئنان على صحة زوجته التى يعلم إهماله الجسيم لها ولكن ماباليد حيلة
...................................يتبع
برجاء التفاعل الجاد وعمل ريفيوهات الرواية ... اعتقد انها عمل جاد بذلت فيه الكثير بدءتها منذ عام ولم تنتهى بعد وانتم لا تقدير من جانبكم سامحكم الله ولكن فعليا قلة التفاعل هى عامل من عوامل تاخرى فى نزول الفصول وزهدى احيانا فى الكتابة مع عدم وجود وقت لدى للكتابة لانشغالى فبرجاء المتابعة والتفاعل بجد وعمل ريقيوهات واستعراض آراءكم فى الشخصيات
وعلى موعد ان شاء الله تعالى يوم الاحد القادم
دمت فى حفظ الله وأمنه
مع تحياتي قلادة السماء الزرقاء
أنت تقرأ
كبرياء زوجة بقلمى قلادة السماء الزرقاء مكتملة
Romantikقلادة السماء الزرقاء كبرياء زوجة اقتباس وقفت متسمرة امامهم تنظر اليهم بصدمة وهى تراقب تلك التى تميل بغنج على صدر زوجها باريحية واسترخاء وكانه موطنها ومستقرها وهى تضم نفسها اليه وهو مستلم لها وكلاهما منسجم مع الاخر ... سالت دموعها بغزارة وهى لا تستط...