الفصل الثاني عشر من رواية كبرياء زوجة من الجزء الثاني

1.4K 59 15
                                    

الفصل الثاني عشر من رواية كبرياء زوجة من الجزء الثاني ممنوع النقل او الاقتباس أو المشاركة أو النسخ ...

فتحت فريدة عينيها وهى تلهث فتلك الكوابيس تبدو حقيقية لدرجة مخيفة ...تجلست على فراش المشفى لتجد الهدوء يعم الغرفة لينتابها شعور مميت بالوحدة طالما صاحبها حتى والجميع حولها لقد تعرفت مبكرا على شعور اليتم لتتجسد ذاكرة الماضى أمامها
كنت يومها طفلة قد شارفت على بلوغ الخامسة كانت خالتى سوسن مع زياد فى المشفى لخضوعه لجراحه لا اذكر ماهيتها
ما اتذكره بوضوح أن خالتى زهراء اعدت لى طعامى القليل من المكرونة البيضاء وقطعة من الدجاج واحضرت لعلياء طعامها المفضل من البطاطا المقلية التى أضافت لها الكثير من  الكاتشب الذى لا استسيغ طعمه بل انفر الطعام الذى يضاف إليه ... تفاجات بعليا تجلس بجانبى وتريد أن تأكل من المكرونة البيضاء ففرحت أن تشاركنى عليا الطعام ولكن عليا ارادت الاستحواذ بكل الطعام لها رغم أنها لا تحب المكرونة ارادت إضافة الكاتشب إليها فلما منعتها نهرتنى خالتى بكلمات كالطعنات فى صدرى عليا لن تستأذن فى بيتها يافريدة دعيها تضيف الكاتشب كما تريد وتناولى  الطعام بصمت وابتلعى علان لسانك فأنا لا احتمل دلالك المنفر كم حفر هذا الجرح فى قلبها اخدودا فهى يتيمه الأب والام ليس من أن تعترض على ما يقدم لها ولو كان فتات هذا دوما مااردت زهراء زرعه فى نفس فريدة
...........................................................
  فى قصر الملاح
تهبط زهراء الدرج الداخلى للقصر لتتقابل مع سوسن التى تحمل الصغيرة فريدة
لتولج سوسن إلى حجرة الطبخ لتجلس فريدة على الرف الرخامى لتحضر لها طعامها لتتبعها زهراء وهى تعقد يديها على صدرها هل قررت أن تكونى المربية الخاصة لفريدة هانم وصغيرتها
نظرت لها سوسن بامتعاض ولم ترد فالصمت احيانا يكون أبلغ من حديث لا يجدى ..
وفريدة هانم أين هى الآن الساعة قد قاربت على العاشرة مساءا  ولم يخطر على بال المدللة أن تعود إلى بيتها لقد افسدها دلالكم وولدى المدلهه فى حبها ولا أعرف لها ميزة تنافسية بين النساء تجعله ينظر إليها بتلك النظرة ...
أطفأت سوسن الموقد بغضب لتحمل الصغيرة وقد احمر وجهها من الانفعال لترفع سبابة يدها اليمنى لتشير الى زهراء بغضب مشتعل الزمر حدك يازهراء وراقبى كلماتك قبل أن ينطقها لسانك ومرريها على عقلك ...
دوما ما كنت اتغاضى عن وقاحتك واقول اختى الصغيرة التى تحتاج احتواءى لها ولكن واضح انك قد فهمت صمتى ضعفا فتماديت فى حق ابناءى ...
لتتعالى ضحكات زهراء المتهكمة وتردد أبناءك
أترى كبر سنك قد تسبب فى ضعف ذاكرتك
انت لم تنجبى ياسوسن سوى زياد
اتكذبين الكذبة وصديقها فريدة ليست ابنتك فريدة ابنة امها التى ألقت بها تحت أقدامنا لتتفرغ إلى حياتها وتتزوج و تسافر وتدور حول العالم ...
اتذكر هى ابنة ناريمان ابنة السيدة التى خطفت ابيك من امك ليتزوجها ويهملنا اتذكرى ياسوسن ناريمان التى كانت تحظى بدلال ابى بينما أنا وانت نحصل على فتات مشاعره ...
الحق لا اعرف ماذا اقول لك يا زهراء انت مريضة بدور الضحية لدرجة غير محتملة ..
ابى لم يخطىء عندما تزوج ام ناريمان هذا شرع الله لما تحرم عليه ما أحل الله له
لقد اخبرنا بزواجه وترك حرية الاختيار لامى التى كانت قد تقطعت كل سبل التواصل بينهما وامى من اختارت فلما تلوم ابانا رحمه الله الان وناريمان كانت صغيرة لذلك ولاها ابى العناية لشعوره أنه قد يحين أجله قبل أن يطمئن عليها وهذا ما حدث توفى ابى وناريمان مازالت في الثانوية ...
ثم ماذنب فريدة فيما تذكرين .. وما ذنب ناريمان من قبلها ...
.............................................................
ترجل مراد من سيارته ليتقابل مع زياد فى إحدى النوادى الاجتماعية التى اعتادت العائلة أن ترتادها بين الحين والآخر ..
ولج إلى ساحة النادى ليرى زياد جالس على طاولة قد شاركه فيها اخر موالى ظهره اليه
اقترب مراد من مجلسهم يلقى التحية على زياد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وما كاد زياد يرد التحية ليلتفت خالد إلى مراد وسط توتر زياد وشحوب وجه خوفا من جدالهم أمام مرأى ومسمع من الغرباء
ليسرع بمصافحة مراد ليمسك بعضده وهو يتوسله أن يجلس ويتفهم ما يريد خالد شرحه له لينفض مراد يد زياد ليتحدث بغلظة
لقد اتصلت بى والححت فى لقاءى خلال المنزل والمشفى لامر هام لتضعنى أمام الامر الواقع ولكنك للأسف يازياد نسيت خصالى والتى أهمها لا احد يستطيع أن يفرض على وضع لا اروقه استاذنك يازياد وتمنايتى بأمسية سعيدة
ليمتعق وجه زياد وهو يستمع إلى مراد ليعود إلى مقعده منهزم متدلى الكتفين ينظر إلى خالد ولسان حاله لم اتمنى يوما أن يصل بنا الحال إلى هنا ليشيح خالد وجهه عن زياد ليقول أنا لا الومه يا زياد
فريدة هى  من سقطت واسقطت الجميع فى لجة سحيقة لا يعلم قرارها غير الله
لتحتد نظرة زياد إلى خالد كف عن إلقاء اللوم على فريدة يا خالد انت من طعنتها لتتزوج
لا انكر عليك شرع الله ولكن دوما كان بينكم شرط شفهى لا ستمرار زيجتكم الا تجمعها مع اخرى فى حياتك حتى عندما كانت مصممة على كتابة شرط اكتفاك بها كزوجة واحدة وعدم جمعها مع اخرى فى عقد زواجكم كنت أنا من اقنعها انك مستحيل أن تجرؤ أن تفعل بها هذا لتتوالى الايام لتثبت لى أنه لا يوجد مستحيل وان القلوب تتغير وسبحان مقلب القلوب والابصار ... لينكص خالد وجه ليشير اليه زياد بسبابته أن اردت ان تتهم أحد  تحمله سبب لفرقتنا الآن فلتنظر إلى المرآة لتتاكد بانك وحدك الجانى وتريد الآن أن تكون القاضى قالها زياد وهو ينهض ليزيح كرسيه وينصرف وقد ترك خالد يعض أنامله من الندم على خسرانه لحياته ....

كبرياء زوجة بقلمى قلادة السماء الزرقاء مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن