الفصل الثاني: 1/ تغير في الخطة

1.1K 93 16
                                    



_______

الشياطين هم اولئك الذين يتصارعون على الوطن وليس من اجله
-دوستويفسكي-
_______


بعدما انتهينا من البكاء كالاطفال ذلك اليوم، اخذنا علاء واشترى لنا المثلجات، كنا هادئين جدا انا وريان، ولكن كلما مرّ علينا شخص وعظم الاجر، تنزل دموعنا لتبلل خدينا ولكن هذه المرة بدون صوت، استنزفنا كل طاقتنا في المقبرة.

علاء كان هادئا جدا، اتصل به زميله واخبره علاء بأنه لن يعود حاليا، اخذني وريان لبيته، بيت علاء كان فارغا، والده توفي قبل سنة، اخر ما تبقى له من عائلته، لذلك كان البيت مهجورا، نمنا جميعا هناك، وفي الصباح، وجدناه قد اشترى لنا حلويات واحضر القهوة والحليب مع العصير من الخارج ايضا، البيت لا يتوفر على كهرباء ولا غاز، هو لم يدفع الفواتير منذ اشهر لانه لم يعد يسكن فيه، كان عندما يأتي مع حيدر في عطلهم يبقى معه في بيته.

اثناء تناولنا فطور الصباح، تفاجأنا بعلاء يتحدث عن مستقبلنا وانه حدث تغيير.

-"ماذا تقصد؟" قلت وانا اضع كوب الحليب على المائدة الصغيرة

-"ستذهبان لتأدية الخدمة الوطنية ولكن لسنة فقط، بعدها تدخلان الاكاديمية العسكرية للتخصص" قال علاء بهدوء

-"علاء! لماذا الاكاديمية العسكرية؟" قلت بتفاجؤ

-"هناك نظام جديد سيساعدكما اكثر، هناك فرعان اخران بجانب الفرع الرئيسي، البحرية والجوية" قال ونظرت لريان الذي كان هادئا

-"واين سنذهب من بين الثلاثة؟" قلت وانا اعيد تركيزي لعلاء

-"اي واحدة تريدانها" قال علاء ونطق ريان اخيرًا

-"وان كنت لا اريد تأدية الخدمة الوطنية ولا الدخول للاكاديمية العسكرية" قال ريان واتسعت عيناي بدهشة، لكن علاء كان هادئا وتفاجأت عندما ابتسم

-"انت حر في خياراتك، اخر مرة تحدثت وحيدر، طلب مني ان اعيد النظر فيما خططنا له، اراد لكما ان تدرسا في الجامعة وتتوظفا في شركات محترمة وتعيشا حياة هادئة، انتما لستما مثلنا، انتما اخر ماتبقى لأمهاتكم" قال علاء وتفاجأت

في الظروف العادية لن يتم قبولي لتأدية الواجب الوطني لانني الابن الوحيد ووالدي متوفى، حيدر وعلاء كانا سيساعدانني في الانخراط في الجيش

توقفت لمدة لابد انها كانت طويلة لان ريان استقام وغادر.

رفعت نظري لعلاء، كان لايزال يرتدي ملابسه الخاصة بالجيش التي اتى بها

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن