_______بعض الاوقات اتساءل، لماذا الناس مختلفون؟
ثم اتذكر كم من غبي سعيد يوجد على هذه الارض؛
العقل اثقل من ان تعيش سعيدًا لذلك اجد نفسي احيانا افكر بالهروب لزاوية الجنون
-BS-_______
لم اتخيل ان يحدث ماحدث تلك الليلة؛
اولا:الحرب على الطعام، دعني اخبركم، حيدر وعلاء قصّا علي الكثير من المواقف التي حدثت لهما اثناء تأديتهما للخدمة الوطنية عندما كنت صغيرا، لكنني لم اتوقع ابدا انهما لم يكونا يمزحان، جدّية ماعايشاه رأيته وعايشته بنفسي...الطعام لم يكفي
لولا أيمن لبت بدون اكل!...حسنًا، بغض النظر عن الطعام الذي حشرته امي في حقيبتي، لكن حقيقة كان الامر مريعًا، الحرب على الاماكن والحرب على الاكل، كان ينطبق قول البقاء للأقوى بحق على ما حدث.
ثانيا: الحرب على الاماكن في الغرفة، فبعدما عدنا، وجدت ثلاث اشخاص جدد قد اخذوا اماكنهم على الاسرة، لم يمسس احد بالسرير الجديد الذي اخترته...الى ان اتى منير.
-"من سمح لكم بأخذ مكاني؟" قال منير بغضب وتجاهله الثلاثة
استدار نحو السريرين الباقيين وكان السرير الذي نمت عليه، لكنه كان مبتلا لانه افرغ دلو الماء علي وانا نائم، وسرير حميد كان فارغا، استدار نحوي ونظر بحنق.
-"منير، نم على الارض" قال أيمن ونظر له منير بحاجبين معقودين ثم توجه لسرير حميد واستلقى عليه.
لم تكن سوى دقائق وغطّ في نوم عميق.
كنت هادئا على سريري اقلب في هاتفي حتى دخل اخر شخص اخيرا: حميد.
نظر لسريره باستغراب لوجود صديقه هناك، نظر حوله وانتبه لوجود الاشخاص الثلاث الجدد، وانتبه الى انه لم يبقى سوى سرير واحد وهو السرير الذي كنت نائما عليه.
-"منير" قال حميد وهو يهزّ صديقه الذي كان كالموتى بدون رد فعل.
تذمّر حميد ونظر حوله، تذمّر مجددا وتوجه نحو الخزانة التي كانت في الجدار ولم انتبه لوجودها، كانت ضيقة، عندما فتحها فهمت سبب وجودها، هي مخصصة فقط للأغطية الشتوية...ونحن لازلنا في الحرّ.
اخرج حميد غطاءًا سميكا وتنهد، رفع شعره الذي كان يسقط امام عينيه ويزعجه، اعاد حمل الغطاء وتوجه للسرير، حمل الفراش المبتل واخرجه من الغرفة، عاد وفرش الغطاء على السرير، كان يبدو غير مريح، لكن حميد نظر له وكأنه سرير من الجنة، نزع حذاءه ووضعه تحت السرير، اخرج من جيبه ربطة شعر سوداء وجمع شعره الذي كان يصل تحت اذنيه ورفعه وربطه واستلقى براحة على السرير.
أنت تقرأ
وطن
Espiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.