الفصل الرابع والثلاثون
_______
كيف لي ان اكون وانت قد اخترت السكون؛
كيف لي ان آتيك وانت محيت حتى اثر خطاك؛
كيف لي ان اراك وانت لم تترك حتى عطرك وراك؛
اشرق شمساً او اخسف قمرا فأنا ماعدت احتمل جفاك؛
يا شمسي ويا قمري متى يحين موعد لقياك؟
يا كلي ويا وطني متى أكحل عيناي برؤياك؟
- BS-
_______الفوضى، شيء غير مفهوم للعيان، لكنه منظم جيدا لمن يستطيعون رؤية اللب والباطن، مجرد فكرة، لكن تطبيقها يحدث تغييرا جذريا، يهدم او يخلق ثورة تؤدي لمرحلة انتقالية لعالم بأسره.
يقال بأن حوالي خمس وثمانين بالمئة من الناس هم تابعون، جاهزون ليتبعوا، يمكن التحكم بهم، وحوالي عشرة بالمئة هم قادة، يأمرون ويتحكمون بالخمس وثمانينين بالمئة، ويبقى حوالي خمسة بالمئة هم محللون، يرون ما لا يراه الاخرون، هؤلاء يعتبرون خطرًا يجب التخلص منه.
ان كنت من الخمسة وثمانين بالمئة من البشر، ستعيش حياة سهلة على الاغلب، ستكون مرتاحا لأن العشرة بالمئة يقررون عنك ويرسمون العالم ويضعون القوانين، لكن ان كنت من الخمسة بالمئة، هناك خياران فقط لك:
الخيار الاول، ان تصمت وتندمج مع الكتلة السائدة ولا تثر الانتباه لنفسك، ربما يمكنك العيش بدون الشعور بأي خطر موجه لك تحديدًا، لكنك ستعيش حياة انت لا ترغب بها.
الخيار الثاني، ان تتكلم، ان تقف وتظهر كل العيوب والظلم الذي يتعرض له العالم، ان تشير لكل النقاط التي تشوه العالم وتتكلم عن الحلول، تظهر المشاكل وتقترح علاجها، لكن، المشكل هنا انك تضع نفسك امام الفوهة، من يضمن لك ان الخمس وثمانين بالمئة سيفهمون؟ من يضمن لك انهم سيقفون معك لأجلهم؟ انت تضع نفسك امام خطر العشرة بالمئة من القادة لأنك تهدد امن العالم الذي صنعوه.
-"بماذا تفكر؟" اتى صوت خلفي واستدرت بالكرسي الجلدي الانيق لأقابل المكتب ورأيت الشاب الذي كان يقف خلفه.
ملامحه الجادة، ملابسه المرتبة ونظاراته الطبية الانيقة.
-"هل انت مهتم فعلا بما افكر؟" قلت وبقي هادئا.
أنت تقرأ
وطن
Spiritualeعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.