الفصل السادس :جرأة او صراحة

806 78 44
                                    

الفصل السادس

_______

السماء واحدة تغطي كل الاراضي؛
لكن سماء وطني اجمل من الباقي؛
-BS-
_______

عندما قال جلال ان عثمان هو باتمان وانه وجه العدالة هنا ربما لم نصدقه، لكن ما رأيناه بأعيننا تلك الليلة كان شيئًا يصعب تصديقه، ربما ان ما حدث لم يحدث في أي ثكنة من قبل، لا في الوطن ولا في اي دولة اخرى.

عندما اخذنا عثمان لمكتبه، سمح لنا بالجلوس على الارائك الجلدية الفخمة الخاصة بكبار الشخصيات، مكتبه كان انيقا جدا، دخل علينا بعض الجنود بعدها بالاكل، وتذكرت بأننا لم نأكل منذ وجبة الغداء ونحن الان بعد العشاء، تفاجأت من ان عثمان فكر في ذلك، هو بالفعل صارم فيما يخص التدريبات، لكنه على الاقل يعاملنا وكأننا بشر ولسنا حيوانات.

منير كان يأكل بسرعة المسكين، رغم الم يده الا انه قرر اغتنام الفرصة وشباع بطنه لأول مرة منذ قدومه هنا، أمير لم يأكل الكثير، اما انا، فتناولت ما احتاجه لاعادة الطاقة لجسدي.

بعد ان تحدث كل واحد منا عن ما حدث، اغلق عثمان كمبيوتره المحمول بعدما انتهى من كتابة كل التقارير ونظرالينا.

-"منير وأمير" قال ووقف الاثنان باحترام وهما يقومان بالتحية العسكرية.

-"اذهبا مع اصدقائما للساحة اين يجتمع الجميع، ستأخذان حقيكما علنًا" قال وتبادل الجميع الانظار ثم ابتسمنا وقمنا بالتحية العسكرية وكنا نتوجه للباب.

-"شهاب" استرقفني صوت عثمان واستدرت له بتفاجؤ.

-"لا اظن انك تريد من كل الثكنة ان تراك بملابسك هذه" قال وتذكرت ملابسي.

-"انصرفوا وسيأتي صديقكم معي" قال عثمان للاخرين ورأيت كيف نظر لي جلال لكنني ابتسمت له ورأيته يغادر مع الاخرين.

استدرت لعثمان الذي اشار لي لاقترب وفعلت، فتح درج مكتبه وأخرج شيئا ثم مده لي، اتسعت عيناي من الدهشة، لقد كان هاتفي، تقدمت اكثر واخذته منه.

-"شكرًا! انا حقا ممتن لك" قلت صراحة ورأيته يستقيم من كرسيه.

-"علاء اتصل بي، لو لم اكن مدينًا له بخدمة لما اجبت على مكالمته، لكن الحمد لله انني فعلت لأنني اكتشفت امر الفساد في غيابي داخل هذه الثكنة" قال وتقطب حاجباي.

-"ولماذا يهمك امر الفساد؟ ما حدث اليوم يحدث يوميا في جميع الثكنات هنا على تراب الوطن وايضا في الثكنات العسكرية حول العالم" قلت ونظر لي ببرود.

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن