الفصل الثاني والثلاثون: الرقاصة

636 68 63
                                    

الفصل الثاني والثلاثون

- علاء -

كيف يمكن ان يتعرض شخص لنفس الموقف مرتين؟

يجب ان اسأل شهاب فعلا، اذا ذهب للثلج اجده منهارًا مع اصابة بطلق ناري، واذا ذهب للنار اجده منهاراً مع اصابة بطلق ناري!

فور عودتي من مهمتي الاخيرة، يتصل بي عثمان، ويخبرني ايضا بأن سليمان حاول التواصل معي! ثم ماذا؟ نصف الغابات تحترق بفعل ارهابي شنيع!

افضل شيء؟ شهاب في وسط الفوضى ومعه صديق لديه ادلة عن المجرمين...يا حبيبي! لايمكنني ترك الولد لفترة الا ويشتبك مع ارهابيين!

مالذي تفعله الحكومة؟ اليست هنالك معدات لاطفاء الحرائق؟

قمت ببعض الاتصالات، بعدها توجهت مباشرة لمكان شهاب مع سليمان، اخبرني عثمان بأن القضية اصبحت عمل ارهابي لأن كيلمترات وهكتارات من الاراضي احترقت وهنالك خسائر بشرية ومادية، عدى الغابات والحيوانات، هناك هكتارات من الاراضي الزراعية تم اتلافها بسبب الحرائق، اناس تضررت، سليمان كان يشك في ان الحرائق مفتعلة لذلك قرر الحضور شخصيا، وماذا؟ شهاب معه! اعلم ان الولد سريع البديهة وذو ذكاء مرتفع، لديه مهارات تحليلية للأوضاع تفاجئني، لكنه فعلا ينجذب للمتاعب.

عندما وصلت، وصلت معنا طائرة اخماد الحرائق، لكن على مايبدو فهي ليست الطائرة التي كانت قيد الصيانة، لابد وانه تم تخصيص ميزانية دولية لحالات الطوارئ والا كيف استطاعوا احضار طائرة جديدة.

نزلت من السيارة والتقيت عثمان الذي اتى مع وحدته، اخبرني بأنه ارسل أيمن واثنان اخران بعدما اوصلا له الادلة للعودة هنا، رأيت القلق على وجهه.

تم اخماد كل الحرائق هنا والحمد لله، لمحنا شاحنات الاطفاء مع شاحنات الماء، لم يكن هناك اي شخص، حتى سليمان لم يكن موجودًا.

بالعكس، كان هنالك شابان في احدى الشاحنات، تبين انهما مسكينان اراد الاوغاد اقحامهما في المشكلة ليركز الشعب عليهم.

ركضنا للغابة، نصفها كان محترق بما ان النيران وصلت هنا، لكننا لمحنا اخيرا الناس متجمهرين.

لمحنا أيمن اخيرا وكان بخير، الراحة على وجه عثمان جعلتني ابتسم، كان ايمن مع شابين اخرين يقومان بتكبيل مجموعة من الرجال والشباب بمساعدة الناس، توجه عثمان نحوهم مع الجنود بينما وجدت نفسي انظر بحثا عن شهاب.

لمحت سليمان وتوجهت نحوه لأحس بانقباض في صدري مما رأيت.

شهاب كان على الارض، قناع اكسجين على وجهه والدم حوله.

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن