الفصل التاسع والعشرون
- شهاب -
-"كيف امضيت الشهر الاخير؟" قال علاء وهو يقود السيارة.
-"بخير والحمد لله" قلت وانا لازلت لا اصدق بأنني وجدت جلال ويمكنني التواصل معه الان.
-"تواصلت مع ريان؟" قال وارتفع حاجباي.
نسيته كليا.
-"لا" قلت وهمهم علاء.
-"هو ليس هنا اصلا، ذهب مع والده خارج الوطن" قال واستدرت له بسرعة.
-"سيعود هذا الاسبوع ربما" قال وارتحت.
لا ادري لماذا ظننت بأنه لن يعود.
-"علاء"
-"ماذا؟"
-"ماهو عملك بالتحديد؟" قلت ورأيت كيف نظر لي بطرف عينه.
-"ماهي رتبتك في الجيش؟ هل المهمات التي تقوم بها خطيرة؟" اكملت ورأيت ابتسامته الجانبية.
-"لماذا كل هذه الاسئلة؟"
-"قررت دخول معهد خاص شهر سبتمبر ان شاء الله" قلت ونظر لي علاء لوهلة ثم اعاد تركيزه على الطريق.
-"مادخل معهدك بعملي؟" قال وترددت قليلا.
-"لازلت متعلقا بخدمة الوطن" قلت وسمعت ضحكته الخفيفة.
-"ماذا ستدرس؟" قال وهو ينزل نافذته قليلا.
-"ادارة اعمال"
-"انت تحب المال، هذا جيد، ادرس واعمل واملأ خزينة الدولة، اخرج الزكاة وتبرع للجمعيات وابني المدارس، هناك طرق مختلفة لخدمة الوطن" قال وابتسمت.
-"اشعر وكأن الدراسة مملة، كنت متجهزا للتدريبات والمواجهات، فكّرت ان كان بالامكان ان تجد لي مكانا معك ان لم استطع الاكمال في هذا التخصص" قلت وضحك علاء.
-"انت تخطط جيدا لمستقبلك" قال وتنهدت.
مساعدة الناس وحمايتهم، خدمة الوطن والسهر على امنه، كنت انام على هذه الاحلام منذ اخبرني حيدر بأنه سيدخلني للجيش.
وخلال الخدمة الوطنية، استشعرت تلك السعادة خاصة عندما اخذونا لنساعد القرى المعزولة بسبب الثلج، الايقاع بالارهابيين يعتبر انجازا عظيما بالنسبة لي، ساهمت حقا في خدمة وطني.
أنت تقرأ
وطن
Spiritualeعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.