الفصل الثاني والخمسون
- علاء -
الانسان مقدر له أن يعيش الكثير من الامتحانات في هذه الدنيا، ويتوجب عليه اتخاذ الكثير من القرارات.
نولد ونكبر لنعيش ونتفاعل في هذه الحياة لنموت في النهاية الى قدر مجهول لنا معلوم لله، هل نذهب للجنة أم للنار؟
حقيقة يمكن للشخص التنبؤ بمصيره، ان عمل صالحا مخلصا قلبه لله فيتمنى الجنة، ومن يظلم ويعصي الله فيعلم أنه ذاهب للجحيم، لكن في داخلنا نعلم كلنا ان القرار الأخير لله.
الجميع يحلمون بالجنة، يسعون لها، حتى أنا، لا أنكر ذلك، لكن أقسم بالله أنه في مواقف مثل الذي أنا فيه حاليا أظن أنني سأقوم بقرارات تأخذني للجحيم.
-"سأقتلكم جميعا وأقتل نفسي بعدها ونذهب كلنا للجحيم" قلت بغضب عارم يكسوه البرود للذين كانوا يقفون حولي.
والتقت عيناي بعيني ديهيا الحادة.
مالذي يحدث؟ حسنا، لأصف الموقف بجملة واحدة، يمكنني اختصارها بقول: أبواب الجحيم فتحت.
هناك من يقول بأن المصيبة هي مفرد مصائب، وهناك من يقول بأن المصائب ليس لها مفرد لأنها تجتمع وتأتي مرة واحدة، أنا؟ أقول بأن المصيبة هي مؤنث المصائب وهي مصدرهم وأمّهم...أعتبر هذا فلسفيا بعض الشيء لكنه منطقي لو أننا ننظر للأمر استنادا للواقع.
الكثير من الأشياء حدثت منذ مغادرة شهاب لقضاء عطلته مع والدته، سبحان الله، يختفي شهاب تأتي المشاكل في الوحدة، طيلة فترة تواجده لم تحدث أي أمور طارئة، سيحزن لو علم بذلك.
شهر سبتمبر، اخر أيام الصيف، بداية السنة الدراسية، الدخول الاجتماعي...وتدهور الأوضاع الأمنية داخل الوطن.
تدمير ثكنة للجيش، تفجير بنكين خاصين في منطقتين مختلفتين، انتحار رجل أعمال مهم، افلاس أربع شركات رائدة داخل الوطن، ارتفاع الأسعار، ندرة المواد الأساسية، محاولة افشال الدخول الاجتماعي، اختفاء بعض مخازين القمح التي تم حصادها هذا الصيف، تسمم الدواجن والخرفان والأبقار الموجهة للسوق الاستهلاكي، تهريب جواسيس خارج الوطن، السعي لرفع البطالة بالضغط على المؤسسات للتخلي على عدد كبير من الموظفين سعيا لتقليل التكاليف حتى لا توقف نشاطها...
الأسوأ من هذا؟ تسريب تقارير للخزينة العمومية تكشف انخفاض في قيمة العملة والمخزون ما يعني أن الدولة ستتوجه للمديونية.
كل هذا يشير لشيء واحد، هناك من يسعى لخلق فوضى.
اسوء شيء يحدث للبلد هو خلق فوضى، سيخرج كل شيء عن السيطرة، سيتمرد الشعب، سيتم قيادته بالغضب لتدمير كل شيء، الوطن سيصبح خرابا.
أنت تقرأ
وطن
Espiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.