الفصل السابع والعشرون
- جلال -
لا اصدق ان وسط الجحيم خرج لي شهاب.
شكرت الله كثيرًا من فرط سعادتي، عندما حضنت شهاب كنت اظن انني احلم وانه فقط هلاوس ستتلاشى، لكن الذي كان بين ذراعي فعلا شهاب.
فقدت الامل كليا في رؤيته مجددا، حياتي اخذت منحى لم اخطط له تلك الليلة المشؤومة، وعدت والدي انه ان فشلت في تأدية الخدمة الوطنية بأنني سألبي له رغبته في دراسة التخصص الذي يحبه لكي اعمل معه واسير امور شركاته، لكنني لم اتخيل ان يحدث شيء مثلما حدث...كارثة، هذا ماحدث.
قمت بذبح ارهابي، اجل، فقط لانقاذ شهاب، حينها كان كل شيء على مايرام، لكنني لا ازال ارى كوابيس تلك الليلة.
تم اخذي من ذلك المكان دون علم احد، لم استطع حتى رؤية شهاب، لحسن الحظ ان الشباب ابقوني على تواصل مع مايحدث دون ان اتواصل معهم.
اتذكر لهفتي لرؤية شهاب بعد استيقاظه، يارتي لبيته ورؤيته مجددا، كنت اعلم انها اخر مرة اراه فيها، وكنت اعلم انها اخر مرة ارى فيها العالم الخارجي، لكن على الاقل رأيته بعيناي واطمأنيت عليه.
وبعد اشهر من المعاناة في هذا القصر، يأتي لي بقدميه.
لازلت لا افهم كيف اتى شهاب للعمل هنا، وماذا؟ حارسي الشخصي! ان كانت سخرية القدر فأنا ممتن، وان كانت صدفة فالحمد لله، غير ذلك لا ادري.
بعد مغامرتنا امس في البحيرة وعودتنا نرتعش بملابسنا المبتلة ونحن نلف المنشفة الوحيدة حولنا، أماني كادت تنهار، رغم اننا في عز الصيف الا انها تخاف كثيرا ان امرض.
استحممنا وغيرنا ملابسنا واحضرت لنا أماني مشروب البابونج الساخن مع العسل، نمنا بارتياح، لم تزعجني اي كوابيس، واستيقظت وقت الفجر مع شهاب.
صلينا وها نحن نتدرب في صالة الرياضة في الطابق الارضي من البيت...القصر، اماني كانت تجلس على احد الكراسي مع خادمتين استغلتا الفرصة للاستمتاع بالمشاهدة، الحقيقة ان ثلاثتهن فوق الاربعين وثلاثتهن مهووسات بالعضلات، اعرف ذلك لأنني اعرفهن منذ كنت طفلا صغيرًا، كنت اجد مجلات بصور رجال يستعرضون عضلاتهم مخبأة في المطبخ، في وقت فراغهن يشاهدن مباريات المصاعة...اجل، هن مهووسات بالرياضة والتدريبات، وما جعلني اتنهد هو العصير الدي احضروه والفشار ليسلوا انفسهن اصناء مشاهدتنا نتدرب.
-"لا تتكاسل" قال شهاب وهو يضربني بالمنشفة لكي لا اسهو مجددا.
اكملت التمارين وذهبت للاستحمام بسرعة ثم خرجت لأجد شهاب يتناول وجبته الخاصة ببعد التمرن وبجانبه وجبتي، جلست وبدأت آكل بهدوء.
أنت تقرأ
وطن
Spiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.