الفصل الثاني والعشرون
- شهاب -
-"سيدة القصر ماتت؟" قلت وشبكت السيدة اصابعها امامها ونظرت لي لمدة في سمون لعب حقا بأعصابي.
-"هي لن تعود" قالت بهدوء استفزني.
-"ما هي مهمتي؟ تتكلمون بالألغاز كثيرًا" قلت ورأيت ابتسامتها.
-"لا تقلق بشأن مهمتك فأنت تقوم بها على أكمل وجه وبشكل لم اتوقع حدوثه ابدًا" قالت ونظرت لها بحنق.
-"الصورة" قلت وانا ادفعا نحوها بهدوء.
-"اتمنى ان يكون الغموض قد تبدد قليلا" قالت وتنهدت بتعب.
احس ببداية صداع.
-"لماذا اردت الانخراط في الجيش؟" قالت ونظرت لها بتفاجؤ.
-"وما شأنك؟" قلت ويمعت ضحكتها الخفيفة.
-"نسيت انك لاتزال مراهقا ايضًا، اعذرني، عندما تحدثت الى علاء اخبرني بأنك ستكون افضل مرشح للمهمة، اخبرني حتى كيف انك جازفت بحياتك لحماية صديقك" قالت ووجدت نفسي اتساءل عن علاقتها بعلاء.
-"هل يعلم يونس عن علاقتك بعلاء؟" قلت واتسعت عيناها بصدمة ثم ضحكة حتى سمعت قهقهتها الجميلة ما جعلني ابتسم.
-"هل لاحظت اي شيء بيننا ام انه اخبرك؟" قالت وابتسمت بمكر.
-"اظن ان جميع الكبار هنا يعلمون بمشاعركما" قلت ورأيت ابتسامتها تتسع.
-"لكن يونس غبي وعنيد، هو يكابر ويرفض الاعتراف بمشاعره" قالت وهي ترفع باقة الورد لتشمه برفق.
-"الهذا قمتِ بالموافقة على ان تكوني السيدة الجديدة للقصر؟" قلت ونظرت لي بحاجب مرفوع.
-"انت دقيق الملاحظة وذكي" قالت لكنني هززت رأسي بالنفي.
-"لو كنت كذلك لاكتشفت كل الاسرار مسبقا" قلت وهمهمت السيدة.
-"اذًا، حسب المعلومات التي جمعتها، اختك تزوجت بالسيد قبل حوالي ثمانية عشر سنة، وانت كنتِ تعيشين معهما منذ وفاة والدتكما، كنتِ تتعرضين للعنف من طرف والدتك وأكملت اختك عملها، بعد ولادة جمال وقمر صارت قمر هي من يتلقى العنف ولم يستطع احد التدخل، السيد كان كثير السفر لذلك لا يعلم بالحقيقة، بعدها اختفت اختك...تعرّضت لحادث حسب الصورة، وصرتي انتِ سيدة القصر امام الملأ، فقط العمال الكبار يعلمون ما حدث يوم اختفاء شقيقتك، ولدينا يونس الذي تعرفينه منذ قدومه مع جدته، وتعرفين انه يحبك والجميع يعلم انكما تحبان بعضكما الا هو الغبي" قلت ورأيت ابتسامتها التي انمحت بعد سؤالي التالي.
أنت تقرأ
وطن
Spirituellesعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.