الفصل الثالث عشر
- شهاب -
احسست بشيء غريب، الجو كان دافئا، يعني انني لم ابقى على الثلج، لابد وانهم لمحوا الاشارة التي اطلقها الشخص الغامض الذي لم يتسنى لي رؤيته...ارجوا ان يكون ريان بخير ايضًا.
حاولت الحركة لكنني لم استطع، حاولت فتح عينيّ لكنني لم استطع ايضًا، لا بأس، ارتاح اكثر واستيقظ فيما بعد ان شاء الله.
لا ادري كم نمت، لكنني استيقظت مجددا، وهذه المرة، استطعت فتح عينيّ، رأيت سقفا غريبًا، يعني انني لست في الثكنة ولا في البيت...لكن ما ان داهمت انفي رائحة المواد الطبية فهمت بأنني في مشفى، حاولت الحركة لكنني احسست بخمول، لذلك بقيت هادئا احدق بالسقف، لم يمر الكثير من الوقت حتى انفتح باب الغرفة وسمعت صوت سقوط اشياء، لمحت علاء وتفاجأت بثلجة تستقيم مفجوعة بجانب السرير، واحسست اخيرا بيدها التي كانت في يدي فشددت عليها.
رأيت كيف استدارت لي بصدمة وابتسمت بتعب.
-"شهاب!" صرخت بسعادة وارتمت عليّ تعانقني وتقبّل رأسي وجبيني وخدّيّ حتى ابعدها علاء...يعني رفعها وكأنها قط صغير تحت تذمرها.
-"علاء ايها الوغد! انزلني!" صرخت وابعدها علاء وهو يقترب مني بلهفة فاجأتني.
-"شهاب؟ كيف حالك؟ هل تتذكرني؟" قال وهو يمسح على رأسي برفق فاجأني حقا.
كنت سأقسم بأن حيدر هو الذي يلبس جسد علاء حاليا.
-"الحمد...لله" قلت وبدأت بالسعال لان حلقي كان جافا.
رأيت ثلجة تخرج بسرعة من الغرفة وبعدها بثواني فقط دخل جيش من الاطباء والممرضين وحاوطوا السرير.
تفاجأت فعلا بكل الاسئلة والفحوصات، بعد اكمالهم عملهم غادروا ولمحت علاء يقف عند الباب بهدوء وهو يراقب ثلجة التي كانت الان متمددة بجانبي على السرير فوق الغطاء مثلما كانت تفعل عندما كنا صغارًا وامرض، كانت تبقى بجانبي حتى اتعافى.
-"ثلجة" قال علاء ونظرت له ثلجة بحنق لكن ملامحها اشرقة عندما لمحت الورقة النقدية التي كان يلوح بها.
الفتاة قفزت من السرير وخطفت الورقة النقديك وخرجت من الغرفة في لمح البصر.
-"اقسم بالله انها تصلح للمهمات الصعبة، تعطيها مبلغا محترمًا تضع لك قنبلة في البيت الابيض ولن يكتشفها احد" قال علاء وضحكت لكنني تألمت قليلا ولمح علاء ذلك لذلك اقترب وسحب الكرسي بجانب السرير وجلس عليه.
أنت تقرأ
وطن
Spiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.