الفصل الواحد والخمسون
- شهاب -
كنت أظن أنه بمجرد أن تمسك ثلجة بشهادتها سنكون انتهينا أخيرا من كل التعب.
لا.
ثلجة أصرّت على العودة معي وأمي، وأصرّت العفاريت الصغيرة على أن تأتي معنا أيضا، سيكون تخرج ريان بعد غد وكل من ثلجة وأنا سنحضر لذلك سنذهب معا، ما ان سمع جلال الخبر حتى أصرّ على أن يحضر هو أيضا تخرج ريان لأن الاثنان كوّنا صداقة خلال الخدمة الوطنية أيضا...
الاجمل من هذا كله؟ ريان في بيت جده في حيّنا، وسيبيت علاء عنده.
أمي كانت سعيدة جدا بقدوم ثلجة والتوءم، وبما أن جلال وعلاء أيضا معنا، قررت أمي أن تدعو ريان أيضا للعشاء بما أنه وحيد في بيت جده.
المفاجأة؟ ريان أتى مع اشقائه الصغار، تركهم والده معه لأنه سافر للخارج...مع زوجتيه، والدة ريان ووالدة الصغار.
المهم، بيتنا كان يعجّ بالحركة والدردشة، أشقّاء ريان كانوا يقاربون سن اشقّاء ثلجة، وبعكس علاقة ريان وثلجة التي لا تخلو من الشجار والملاسنات، الأطفال كانت علاقتهم طيبة جدا ومتناغمة، وأيضا كانوا كلهم مهووسين بثلجة.
وبذكر ثلجة، يجب أن أتحدث عن نظرات جلال الذي كان يحاول ان لا أكتشفها، وكلما وجدني انتبهت له يلحق طيف ثلجة بعينيه، يبتسم وتزهر وجنتاه.
ياخي، أشعر بالذنب قليلا لأنني أخبرته بأن ثلجة رفضت العرض، لكن على الأقل يخف بعض التوتر ويكونان طبيعيان قليلا في تواجدهما في نفس المكان.
المهم، أمي كانت تعد الطعام في المطبخ، ريان وجلال عند التلفاز يهتمان بالأطفال...التوءم وقع في حب جلال مثل الجميع، كانا هادئين جدا ويسمعان له بإعجاب، أظن أن هوسهم بثلجة سيختفي مستقبلا بوجود جلال، حتى شقيقا ريان كانا معجبين بجلال لدرجة لافتة للانتباه.
جلال محبوب الجماهير.
كنت أجلس بجانب علاء الذي كان يحدثني عن تدريبي مع حذيفة.
-"تقول بأن ديهيا تعطي بعض وقتها لحذيفة منذ زمن؟" قلت بتفاجؤ.
-"أجل، لكن بدون علم نوفل".
-"ما المميز في حذيفة؟ لماذا ليس إسحاق أو شاهين؟" سألت ونظر لي علاء.
-"لماذا لا تسألها أنت؟" قال وقلبت عيناي.
-"عداك أنت وحذيفة، هناك شخص اخر يتلقى معاملة جيدة جدا من ديهيا" قال علاء وهو يعبث في هاتفه.
أنت تقرأ
وطن
روحانياتعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.