الفصل الثامن والعشرون
- شهاب -
جلال الوغد وكأنه لم يكن مكتئبا ابدًا! فور سماعه بقدوم ثلجة تغير 180 درجة، الشكل المرتب والملابس الانيقة والشعر المصفف والعطور، وابتسامته التي كادت تصل اذنيه!
استيقظت متأخرًا قليلا، فوّت صلاة الفجر، ربما من سهرنا ليلة أمس.
توجهت للحمام وتوضأت بعدما فرشت اسناني، فتحت باب الحمام لأخرج لكنني تفاجأت بشكل ثلجة وهي تنط فوق جلال الذي كان نائما والغطاء يكسوه.
لم الحق على ايقافها بل تصنمت في مكاني، وأفقت على صوت الصفعة.
ركضت وحملتها من فوق جلال الذي كان مصدومًا...المسكين، استيقظ على حلم تحول لكابوس.
-"شهاب!" قالت ثلجة وهي تنظر لي ثم نظرت لجلال.
-"عندما سألت عنك اخبروني بأنك هنا...ظننتها غرفتك" قالت وتنهدت.
-"مثلما تتقاسمين غرفة مع قمر، انا انام هنا عند جلال" قلت ونظرت لجلال الذي كان يضع يده على خده وينظر لنا بصدمة.
المسكين.
شعره المنكوش وبيجامته المبعثرة، والصدمة على وجهه.
-"ماذا يحدث؟" اتى صوت جمال من الارض وارتفع اخيرا ليتكئ بذراعه على السرير وينظر لنا بخمول.
-"سأعود بعد قليل" قلت وانا اسحب ثلجة معي.
-"لماذا تنامون ثلاثة في غرفة واحدة ونحن في قصر؟" قالت بعدما اغلقت الباب خلفي وعجزت ان اشرح لها ان جلال ليس بخير لذلك يحتاجني بجانبه وان جمال لا يحب النوم وحده في غرفة كبيرة.
-"متى استيقظتي؟" قلت ونظرت لي ثلجة بتفكير.
-"قبل صلاة الفجر؟" قالت وهمهمت.
-"هل تناولتِ فطورك؟"
-"اجل، سنخرج انا وقمر، اتيت لاخبارك" قالت وهمهمت مجددا.
-"حسنًا، اعتني بنفسك" قلت ثم تعقد حاجباي.
-"انتظري قليلا" قلت ودخلت للغرفة متوجها لحقيبتي، اخذت منها مبلغا معينا وخرجت، لكنني لمحت شكل جلال الذي لايزال على صدمته.
اعطيت النقود لثلجة واخبرتها ان تشتري ما تريد، وكالعادة سعادتها كانت تصل السماء.
دخلت الغرفة مجددا ولم يكن جمال في الاجواء، لابد وانه في الحمام، جلال لايزال على وضعه.
أنت تقرأ
وطن
Tâm linhعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.