الفصل الرابع والستون: الى قاع الجحيم

483 46 26
                                    

الفصل الرابع والستون


- حميد -

فيروز أعادت منير،

استيقظ منير ذلك اليوم في المشفى بعدما أحضرنا له فيروز، حمدت الله كثيرا، ووقت خروجه كان متزامنا مع انتهاء تجهيز البيت.

كان من المفروض أن تبقى أمي في البيت حتى تنتهي عدتها، لكن، مع الظروف الحالية وتفاقم الفوضى، رأيت ان الاجتماع في البيت الذي اشتريته يعد أولوية، بعد استهداف والد منير، والاحوال المتوترة بين الجنرالات في الجيش، لن يكون مستبعدا ان يتم استهداف عائلتنا الان.

انتقلنا للبيت، امي تعرفت على بعض النسوة من القرية، وعلى جدة فيروز أوّلا مع فيروز، أختي تعرفت على اشقاء فيروز وكانوا كلهم سعداء، كانت وحيدة في البيت، الان لديها مع من تلعب وتمضي الوقت، سيخفف ذلك عن شعورها بغياب والدها قليلا.

المكان هنا امن جدا، أيمن أحضر زوجته وأتى للزيارة، جلال أرسل الكثير من الهدايا، لا أعلم لماذا ولكنه انسان كريم جدا، يخجلنا دائما باهتمامه ومساعداته، أرسل لنا خادمة من قصره مع حارسين للطوارئ، أخبرني أنه سيزورنا وثلجة فور عودتهما.

منير كان هادئا، يبتسم فقط في وجود فيروز أو أمي وأختنا، غير ذلك، يمضي وقته تائها بين أفكاره.

أمي لاحظت ذلك، استدعتني لغرفتها لتستجوبني، وقررت أخيرا مصارحتها، لا أريد ان ابقيها في الظلام، وأمي ليست انسانة ساذجة، هي تعرف الحياة جيدا.

-"هل الوضع خطر لهذه الدرجة؟" سألتني بحزم ولم أستطع الكذب.

-"أمي"

-"نعم حميد"

-"الوضع يتفاقم" قلت ورأيت كيف تقطب حاجباها.

-"أيّ كان ما يحدث، اهتم بمنير جيدا"

-"لا أحتاج أن توصيني" قلت ورأيت كيف ابتسمت بحنان وبعثرت شعري ثم فاجأتني عندما سحبتني لحضنها تعانقني.

أمي ليست صغيرة الحجم، وليست عملاقة، طولها مثالي جدا مع حجمها، أمي تبقى أجمل وألطف انثى في حياتي.

ابتسمت وأنا أعانقها، الان أرى كم كبرت، رأسها يصل صدري، لم أعد طفلا لكنها تبين لي الان بأنني سأبقى طفلها دائما.

-"سنعود للواجب قريبا" قلت وأحسست برعشتها قليلا لكنها تماسكت.

-"امي".

-"همم".

-"هل منير يكره والده؟ ولماذا والده كان يكرهه؟" قلت وسمعت تنهيدتها.

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن