الفصل الثاني والستون: الورقة الرابحة

473 46 38
                                    

الفصل الثاني والستون

- زهير -

-"عزيزتي لقد عدت!" صرخت بحماس وأنا أدخل البيت...بيتي.

سمعت صوت خطوات صغيرة تركض، ثواني وظهر مخلوق صغير لطيف ببشرة بيضاء مشربة بالحمرة وعيون عسلية أشرق وجهه فور رؤيتي.

-"بابا!" صرخ بحماس ونط فالتقطته ورفعته لي أقبّل كل وجهه تحت قهقهاته التي أطربت أذناي وجعلت قلبي يتراقص.

-"عيون أبيك أنت، أتدري كم اشتقت لك؟ هل اشتقت لي؟" قلت وأنا أمسح خدي مع خده ولا تزال قهقهاته تتعالى.

-"أجل، تشتاق لولدك الصغير فقط، قرّة عينك" أتى صوت متذمر وانتبهت لفتاة في سن المراهقة تنظر لي باستنكار فابتسمت باتساع.

-"ابنتي الجميلة، قلب والدها الذي ينبض" قلت وأنا أفتح ذراعي الأخرى ورأيت كيف قلبت عينيها واستدارت لتعود وهي تتجاهلني...المراهقون.

ابتسمت وفهمت من تحليل وضعها أنها تشاجرت مع والدتها...أجل، أنا مختص نفسي في نهاية الأمر.

-"بابا" أتى صوت ملئ بالحماس ونطّ يحضنني، أبني الأوسط ذو الثمان سنوات.

-"حبيبي أنت، كيف حالك؟" قلت وأنا أبعثر شعره.

-"أختي تشاجرت مع أمي" قال وتنهدت.

-"أين أمك الان؟" سألت ونظر لي.

-"في غرفتكما والباب مغلق بالمفتاح" قال وابتسمت.

-"تعالوا أجهز لكم وجبة لذيذة ثم نرى ما يحدث مع والدتكم" قلت لكنه أستوقفني.

-"أمي أعدّت الطعام" قال وتفاجأت.

مالذي يحدث؟ عادة عندما تكون غاضبة لا تطبخ...

وضعت ابني الأصغر في حضن أخيه واستأذنت لأصعد لغرفتي أنا وزوجتي.

طرقت الباب لكن لم يرد أحد، حاولت فتح الباب ولم يفتح.

تقطب حاجباي وقررت الاتصال بهاتفها...كان مغلقا، لم يكن أمامي سوى اللجوء للحل الأخير، أخرجت دبوس شعر أخفيه في شعري دائما وفتحته، أدخلته في قفل الباب وعبثت به لثواني وفتح.

دخلت وأغلقت الباب خلفي، نظرت حولي في الأجواء ولم يكن هنالك أي أثر لزوجتي العزيزة.

-"زفيرة؟" ناديت ولم يكن هنالك أي رد.

-"زفيرة" ناديت للمرة الثانية وتقطب حاجباي.

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن