الفصل السابع : الهزيمة

769 74 28
                                    

الفصل السابع

_______

وطني قصيدة حب عتيقة كتبها جنديّ على جدار زنزانته قبل ان يستشهد؛
-BS-
_______

مرّ الوقت، لن اقول بسرعة، لان التدريبات التي قمنا بها يوميا يصعب على الانسان العادي تحملها، في الختام، كنا جاهزين على تفكيك وجمع سلاحين، واستخدامهما الى جانب ثلاث اسلحة، اجسادنا صارت قادرة على التحمل من كثر التدريبات المكثفة والرياضة، لكن اقل واحد فينا فقد خمس كيلوغرامات، فبعد التدريبات والغداء، ان استطعنا اخذ قيلولة نفعل ولكن هناك من يتم اخذهم لمهمات، اخر مهمة لي كانت التنظيف في المطبخ والمساعدة في تقشير الخضروات واعداد وجبة العشاء وبعدها التنظيف مجددا، نمت بعدها ولم استيقظ حتى ايقظني جلال فجرًا.

تغير شرط عثمان في اخر لحظة، لم يعد النجاح في الامتحان هو سبيل ذهابنا في عطلة لبيوتنا، فأمس، عند انتهائنا من اختبار الاسلحة اذ فككناها وجمعناها ورمينا الاهداف، كل المتدربين احرزوا نقاط ممتازة، رأيت نظرة الفخر على وجه عثمان لكنه كان يحاول اخفاءها بكل الطرق، اخبرنا بأن مجموعة خاصة من ثكنة اخرى ستأتي في الليل، يبيتون معنا وفي الغد يكون امتحان نهائي بيننا، الفريق الفائز يحصل على اوسمة شرف ويذهب للديار.

وبالفعل، بعد المغرب امس، حضرت شاحنتان عسكريتان تحمل حوالي خمسين متدرب من ثكنة اخرى بملابسهم العسكرية واسلحتهم، كانوا يبدوا من حركاتهم وتصرفاتهم انهم تدربوا جيدا تحت ظروف صعبة...لن اذهب للقول بأننا كنا نرتاح كل يوم مع عثمان وصرامته.

رأيت عندما قادهم رجل ببنية مماثلة لعثمان، كان ببشرة سوداء وملامح حادة جدًّا، مجرد النظر اليه يجعلك تشعر بالخوف داخليا، لكن عندما وقف امامه عثمان، كانت ملامح الاثنين صارمة جدًّا، يبدوا انه منذ لقائي بعثمان ومعرفة انه يعرف علاء صرت اراه بنظرة مختلفة، ورغم صرامته يتركنا نتنفس بين الحين والاخر، ربما رأيت من اللين منه ما انساني في صلابته، وها انا اقف وارى امامي اسدين متأهبين للقتال.

سمعت تنهيدة ايمن الذي كان بجانبي واستدرت له.

-"ماذا هناك؟" سألت ونظر لي بتعب.

-"غدًا سيكون اصعب من اي يوم امضيناه هنا في الثكنة" قال وتعقد حاجباي.

-"ماذا تقصد؟" قلت ونظر امامه للأسدين الواقفين بشموخ.

-"ان طننتم بأن عثمان كان صارما جدا معنا منذ قدومه، فلا احد منكم يعلم وجه عثمان وتصرفاته بوجود اكبر ند له في التاريخ" قال واتسعت عيني.

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن