الفصل السادس والعشرون: عجوزان

555 69 83
                                    

الفصل السادس والعشرون


-شهاب-

-"هذه الحديقة كما ترى، وبالجانب الاخر المسبح، تعال لأريك" قال جلال وهو يتقدم امامي.

تبعته بهدوء الى ان وصلنا نهاية المسبح وجلس على كرسي بتعب.

-"كما ترى هناك ملعب كرة السلة، يوجد ايضا اسطبل وغابة صغيرة و-"

-"ارتح وسنلحق على رؤية مايوجد في قصرك، تبدو متعبا" قلت وهمهم جلال.

جلسنا هناك لمدة، حتى اننا غفونا.

استيقظنا مع العصر، صلينا وقامت اماني بتحضير الشاي مع الحلويات لنا، بعدها اراد جلال ان يسبح فالجو كان حارا، دخل المسبح وبقيت على الكرسي اراقبه، كان يتكيء على طرف المسبح ورأسه على ذراعيه يحدق بالبلاط والعشب على طرف المسبح وكأنه في عالم اخر.

كنت ارى الحراس يراقبونه من بعيد، وخرج بعد مدة.

جلال كان معظم الوقت ساهي، وكأنه في عالم اخر، حتى على طاولة العشاء، لم استطع مفاتحته في اي موضوع.

بعد صلاة العشاء، شغلنا فيلما وجلسنا على الارائك في غرفته نتفرج، ولمحت جلال غير منتبه للفيلم.

-"جلال" ناديت ونظر لي وكأنه استيقظ من حلم.

-"نعم".

-"هناك شيء شغل بالي منذ اشهر"قلت ورأيت كيف اضطربت ملامحه.

-"لماذا اختفيت قبل ان تودعني يوم اتيت لبيتي؟" قلت ورأيت كيف رمش اكثر من مرة وكأن السؤال بعثر شيئا في داخله واستقام متوجها للباب.

اسرعت خلفه واستوقفته قبل ان يصل للباب.

-"جلال!" قلت وانا اديره لي ورأيت كيف بدأ جسده يهتز.

-"انا اسف! انا حقا اسف شهاب" قال وهو يعانقني.

-"اقسم ان الشعور بالذنب اهلكني كل هذا الوقت، لم اعرف كيف اواجهك بالحقيقة" قال وابعدته عني بهدوء.

عن ماذا يتحدث؟

الالم كان واضحا على محياه، الدموع كانت تنهمر، واحسست بانقباض في صدري عندما شهق جلال واخفى وجه براحتي يديه.

-"جلال" قلت وابعدت يديه لينظر لي بألم وتعب، الشعور بالذنب كان باديا على وجهه.

-"مالذي يرهقق لهذه الدرجة؟ تكلم معي، الا تثق بي؟" قلت لكنه هزّ رأسه بالنفي.

وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن