الفصل التاسع والاربعون
- شهاب -
منير تأخر كثيرا.
كان بلال يعتني بشجرة الرمان كما علمه علاء، لا أدري من أين له بكل تلك المعلومات عن الأشجار والنباتات.
أمير كان يساعد بلال في الاعتناء بالشجرة، كانا ينظفان عند جذورها وقاما حتى بإحضار الماء من البئر بعدما قاما بالاعتناء بأعرافها.
حميد كان مع جلال في المطبخ بينما كنت في الدكان الصغير اشتري ما طلبه مني جلال من مواد غذائية.
منير كالعادة، لم يأخذ هاتفه، على الأقل أنقذني جلال ببطارية شحن وشحنت هاتفي...جهاز التواصل الذي اعطانا إياه علاء.
اسرعت للبيت وأخذت جهاز تواصلي واتصلت بمنير.
كان ندائي فقط الذي يصل.
تقطب حاجباي وأحسست بأحد خلفي واستدرت لأجد جلال عند باب الغرفة ينظر لي بتقطيبة حاجبين أيضا.
-"منير لا يرد؟" قال وهززت رأسي بملامح متجهمة.
-"لا أدرى لماذا، لكنني لا أحب هذا الشعور" قلت صراحة وهمهم جلال.
خرجت من الغرفة ونظرت للشباب، حميد كان في المطبخ، أمير وبلال انتهيا من الاعتناء بالشجرة وكانا جالسين عند باب غرفتهما يشربان العصير الذي تبقى من الغداء.
-"شباب" ناديت ونظر لي الجميع، ما ان لمحوا تعابيري الجادة حتى تقدموا نحوي بقلق.
-"ماذا هناك؟" قال بلال ما ان وصل.
-"أحاول التواصل مع منير لكنه لا يجيب" قلت ورأيت كيف تغيرت تعابير حميد كأول واحد فيهم وغادروا كلهم ليحضروا أجهزة الاتصال الخاصة بكل واحد فيهم وتجمعنا مجددا وسط الدار.
حاول الجميع التواصل مع منير، لكنه لم يجب، فقط نداؤنا الذي كان يصل، لا جواب من جهته.
-"أتظن أن شيئا ما حدث له؟" قال أمير بقلق وهو ينظر لي.
-"اخر مرة قبل عرس أيمن تتذكرون ما حدث في الجبل، ماذا لو انه التقى بشخص اخر هذه المرة؟" قلت صراحة ورأيت كيف تبادل الجميع النظرات بقلق.
-"ماذا نفعل؟" سأل أمير وهو ينظر لي.
-"لديّ خطة" قلت ونظر لي الجميع باهتمام.
-"يذهب جزء منا لتفقد الامر في الجبل، ويبقى جزء هنا، الذين يذهبون يتفقدون الامر، ان كان كل شيء بخير فالحمد لله، وان كان هنالك شيء سيء فعلا قد حدث يتواصلون مع الذين بقوا هنا ليتصرفوا من جهتهم بالتواصل مع علاء ليقوم هو بالتصرف من جهته." قلت وهمهم الشباب.
أنت تقرأ
وطن
Spiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.