وطن-الجزء الأخير: الفصل السادس والخمسون
_______
وكأنما بين سواعدي ظلمة؛
أضحت بين كفوف الليل تنحني؛
يا من براحة كفه شمس ولي؛
بين كفوف راحتيّ ظلام لا ينجلي
-BS-
_______الفوضى هي فكرة ذات انتقال وتوسع فيروسي، تترسخ في ذهن الشخص وتنعكس في سلوكه وافعاله لتخلق واقعا مهمشا؛
الفوضى مجرد وهم يقتنع حبيسه بأنه حر، بينما في الحقيقة هو مجرد عبد تتحكم فيه إرادة جهات خفية بثت فيه سمها لتدمره وتستخدمه كأداة لتدمير محيطه دون ان تضطر تلك الجهات لبذل أدنى مجهود أو تكريس أي ميزانية لأسلحة تستخدمها للدمار والحرب، مثل بكتيريا ضارة تدخل الجسد وتفسد أعضاءه فيتدمر داخليا ويهزمه المرض.
ما لا يعلمه متقبل وناشر الفوضى هو انه فقد حريته ومستقبله، وبذلك يصير حبيس تلك الفوضى نفسها ولن يكون من السهل عليه إعادة ترتيبها او الهروب منها او ايقافها حتى لأنها كالنار التي تم شبها في محصول من القمح تعب على زرعه وسقيه والاعتناء به الكثير وتم تدميره قبل حصاده، من يساهم في الفوضى ما يضرّ الا نفسه في اخر الأمر.
لخلق فوضى أو تنظيمها، يتطلب من صاحب الإرادة ان يكون ذو وعي كبير وذو مهارة وخبرة في التعامل مع مختلف التدرجات الفكرية والوعي لمختلف الفئات العمرية والطبقية للمجموعة التي يركز عليها ليتمكن من إيصال رسالته لكل واحد. الدبلوماسية مهارة خارقة لا يستطيع امتلاكها الكثيرين، لكن ان استطاع أحد تفويضها فقد ملك الجميع.
الملك يجلس على العرش، والوزير يساعد في التواصل، ان كان للوزير مهارة دبلوماسية فقد يعتبر انه اقوى من الملك ولو اكتسب جيوشا لأن الوزير سيقلب تلك الجيوش لصفه.
تعلمت أن المال ليس القوة العظمى في العالم كما يظن الجميع. صحيح ان بالمال تستطيع شراء حتى الحلفاء، لكن بمهارة التفاوض والدبلوماسية فأنت تستطيع التحكم في الناس بدون الحاجة للمال، يمكنك حتى الحصول على كل الأموال التي تريد دون استخدام فلس.
هذا ما تعلمته في أقسى ظروف حياتي.
يمكنك السيطرة والتحكم في الاخرين من خلال احلامهم، تعرف على احلامهم ومنها تستطيع التحكم بهم واستخدامهم
قال لي أحدهم ذات يوم: "ان اردت جعل عدوك مدين لك، اخلق له مشكلا واعرض عليه خدمتك ستتفاجأ بمدى ولاءه لك بعدها فقط لكيلا يكون مدينا لك لان كبرياءه يمنعه وعندها يمكنك الوثوق به أكثر من صديقك".
أنت تقرأ
وطن
Duchoweعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.