الفصل الخامس والثلاثون
_______
وبحلول الليل؛
سينام الجميع، وأبقى انا مع طيفك ساهرين حتى يتلاشى الظلام ويختفي معه طيفك لبداية يوم جديد
-BS-
_______- شهاب -
الرحلة كانت هادئة، جلال نام مجددا، أيمن كان يعمل على كمبيوتره المحمول بينما عثمان كان يقود بهدوء، صوت الراديو كان منخفضاً تصل لأذني اصوات المذيعين الذين يتغيرون مع انتهاء حصصهم وصوت الموسيقى المتنوعة وسط هدوء السيارة.
من النافذة، كان يمكن رؤية الاشجار والجبال، دخلنا انفاق متعددة خلال الطريق، كان شيئًا جميلا، من ضوء النهار تختفي داخل نفق فجأة لتغلفك الظلمة ثم الاضواء المنتشرة على طول النفق، الهدوء الا من صوت المحركات او السيارات، ثم فجأة تخرج للنور وتضيع وسط فوضى المكان المكشوف.
لا ادري كيف، لكنني نمت انا ايضا لأنني استيقظت على احدهم يهزني.
فتحت عيناي لأجد جلال لازال يهزني وكان بعض القلق على وجهه، تقطب حتجبلي وتعدلت في جلوسي.
-"ماذا هناك؟" سألت بقلق.
-"شهاب! مشروعنا الذي كان يتوجب تقديمه الْيَوْمَ!" قال وتنهدت.
-"أعطيته صباحا للاستاذ" قلت وانا امسح النوم عن وجهي...اريد ان اعود للنوم!
اقترب جلال اكثر مني وهمس في أذني كي لايسمعه عثمان وأيمن.
-"ماذا عن ثلجة؟" همس وابتعدت عنه وانا ارمقه باستنكار ورفعة حاجب.
ابتسمت ودنوت منه لأهمس له.
-"كانت تلك الطريقة الوحيدة لتستيقظ وتنزل" قلت وابتعدت.
عدم التصديق والاستنكار كان باديا على وجهه، وكما توقعت، أرسل لكمة لكتفي لكنني أوقفتها، اللكمة الثانية كذلك، ثم أسرعت بايقاف ركبته التي كانت ترتفع ليضربني.
ضحكت على ملامحه الغاضبة واستدار أيمن لنا وهو ينزع سماعاته.
-"استيقظتما!" قال بتفاجؤ وقمت بدفع جلال بعيدًا.
-"وصلنا" قال عثمان ليعم الصمت بيننا ونظرنا من النافذة.
أين وصلنا؟ نحن في طريق بعيد محفوف بالأشجار، كل ما أراه هو أراضي نصفها الكبير غابات، وأمامنا شيء مثل المصنع، وصدمت عندما توقفت سيارة عثمان عند بوابة المصنع.
أنت تقرأ
وطن
Spiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.