الفصل الواحد والعشرون
- شهاب -
رمش جمال اكثر من مرة وكأن السؤال كان غير منطقي وعقله لم يستوعبه.
-"لن اكرر، اين والدتكما؟" سألت وانزلت قمر رأسها، ولأول مرة ارى جانبا مختلفا من جمال عندما وضع ذراعه حول شقيقته وسحبها لجانبه وكأنه يضعها تحت جناحه.
-"والدتنا ليست هنا" قال ببرود كاد يثبط عزمي لكنني رفعت حاجبي ونظرت له بتحدي.
-"ماتت؟" سألت ورأيت كيف رفعت قمر رأسها بسرعة وكلامحها مزيج من الصدمة والخوف والحزن.
-"وما شأنك ان توفيت او لا؟ ماذا تريد منا؟ لماذا احضرتنا لهذه الغرفة؟" قال جمال بغضب.
-"هذه غرفتي وأنا حارسكما الشخصي الموكلة اليه مهمة حمايتكما ولست سائقكما الذي يوصلكما صباحا للمدرسة ويخرجكما مساءً، في غياب والدكما انا مسؤول عنكما، وحاليا، بما ان خالتكما في وضع غير جيد، سأبقى معكما كل الوقت حاليا" قلت ورأيت كيف تبادل الاثنان النظرات بينهما.
-"اين سننام؟" سألت قمر ونظرت لها بدهشة.
-"في غرفكما!" قلت واتسعت اعينهم.
-"هذا قصركم وبيتكم، هل تظنان انني هنا لسجنكما؟" قلت وبانت الدهشة أكثر على ملامحهما.
-"انت لاتبدو كبيرا لدرجة ان تكون وصيا علينا" قال جمال بعدما ارخى ذراعه حول شقيقته.
-"ان اخبرتكم قصتي، هل تخبرانني قصتكما؟" قلت ورأيت بعض الفضول الممزوج بالتردد في عينيهما.
-"في الحقيقة، كنت مؤخرا في غيبوبة لمدة شهرين" قلت واستقامت قمر من مكانها بصدمة بينما نظر لي جمال بشك.
-"لماذا كنت في غيبوبة؟" سألت قمر بفضول كبير.
-"سنقوم بنفس الشيء الذي قمنا به في غرفتك تلك المرة، سؤال بسؤال" قلت ورأيت الفتاة تفكر لوهلة ثم هزت رأسها بالموافقة.
-"هل خالتكما ويونس في علاقة؟" قلت ىهذه المرة استقام جمال من مكانه بصدمة.
-"ماذا؟" قال الاثنان معا وكدت اضحك.
اتسعت عينا جمال بصدمة وكأنه لتوه يربط احداثا في رأسه.
-"تبا! لقد كانا معًا منذ قدوم يونس ليبقى مع جدته رحمها الله" قال اخيرا وهو يضع يده على رأسه.
-"اظن انهما صديقان مقربان" قالت قمر ونظر لها جمال بقرف.
-"اقول اصمتي ايتها الفتاة الساذجة، نحن الفتيان لا نتفرب من فتاة او نعطيها وقتنا واهتمامنا الا ان كنا مهتمين لأمرها" قال ونظرت له قمر بدهشة.
أنت تقرأ
وطن
Espiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.