الفصل الرابع والعشرون
- شهاب -
كنا مستمتعين باغاظة علاء ونحن نتناول المثلجات، لكننا صدمنا عندما امسك علاء يد ثلجة التي كانت تحمل قمع المثلجات ورفعها نحوه ونزل قليلا واكل كل شيء في لقمة واحدة.
ابتسم علاء اخيرا على غضب ثلجة التي بدأت برمي لكمات متفرقة وبعدها ركلات وكان علاء يتفاداها، وكان هنا دوري انا لتقطيب حاجباي.
حركات ثلجة لم تكن التي عهدتها من قبل، بالعكس، في السابق كانت حركاتها غير مدروسة، اما الان فأنا ارى شخصا يعرف ما يفعله، وعلاء لا يبدو متفاجئًا، ما يعني انه يعلم شيئا.
انتبه ريان لي ورفع لي حاجبه.
-"حسنًا! حسنًا! سأشتري لكِ علبة مثلجات بحجم عائلي لتأكليها مع الخالة سلاف!" قال علاء وهو يمسك يدي ثلجة ويتفادى ركلاتها.
استسلمت ثلجة اخيرًا وابتسمت باتساع.
-"يااي! علبة مثلجات بحجم عائلي! سآخذ اثنان" قالت وهي تدخل المحل مجددا ونظر علاء للسماء وهو يستغفر.
-"جنيت على نفسك" قلت ورأيته يدخل المحل خلفها.
اتصلت امي لتطلب مني شراء السكر قبل عودتي واخبرتها بأن علاء هنا فطلبت مني ان احضره معنا لكي يتناول وجبة العشاء.
علاء فعلا لم يأكل بعد وسعد لسماع ذلك.
عدنا ونزلت ثلجة بحماس وهي تدخل البيت تحمل كيس علبتي المثلجات بحجم عائلي حتى انها نسيت ان تعيد لي الخوذة، وصل علاء وركن السيارة بجانب البيت ونزل مع ريان.
دخلت وادخلت الدراجة النارية معي، بعدها وضعت الخوذة عليها واخذت كيس السكر ودخلت مع علاء وريان.
امي رحبت بعلاء الذي كان سعيدا، جلس يتناول ما وضعته امي له بينما كنا نحن نتناول المثلجات من العلبة ذلت الحجم العائلي التي تكرّمت بها ثلجة علينا.
اعلم انها تخفي العلبة الثانية داخل كيس بلاستيكي اسود في المجمد تحت علب الاكل التي تضعها امي هناك ظنا منا بأن لا احد يعلم بأنها تخفي مثلجاتها هناك.
-"موسم الاصطياف على الأبواب" قال علاء ونظرنا له.
-"تريد اخذنا للبحر؟" قالت ثلجة وهمهم علاء.
-"سأكون منشغلة الاسابيع القادمة، يمكنكم الذهاب مع علاء" قالت امي ونظرت لها بتفاجؤ.
أنت تقرأ
وطن
Espiritualعندما تترك كل شيء وراءك، وتبيع روحك لاغلى ما في الوجود، وتكرس حياتك له ومماتك فداء له، عندما تعرف اخيراً ان اهم شيء لم يكن شخصا أو عائلة أو مالا بل وطن تحميه ليحمي لك من ضحيت لأجلهم.