..
دخل البيت وشافه قايم وقاعد .. سمع صراخ وهواش واصوات زجاج يتكسر.. هز راسه وتوجه الى الصالة .. تعود على هالروتين شبه يومياً .. فتح الباب وشاف الخادمة والمربية يلحقون بنت صغيرة في عمر 9 سنوات .. والبنت معصبة وتصارخ .. وترمي عليهم أي شيء تطاله يدها .. نزلت زوجته من الدرج وهي معصبة ..
عهود بنبرة : وش صاير ..
الخادمة بتأفف : داليا رافضة تنام ..
عهود بحدة : وعلشان هالحيوانة ما تبغى تنام .. تقلبون البيت فوق وتحت ..
داليا بتحدي : الحيوانة أنت ..
التفتت عليها عهود رافعة حاجبها : قليلة أدب ..
داليا بحدة : ماني قليلة أدب ..
عهود بعصبية : بسببك صحى سعود .. ونزلت اشوف وش عندكم ..
داليا يدها على خصرها : ما أحد طلب منك تنزلين ..
قربت منها عهود ورفعت يدها وضربتها كف على وجهها .. طاحت على الأرض من قوته .. اشهقت المربية ورفعت يدها تغطي فمها .. انحنت عهود ومسكت داليا من ياقة قميصها .. ورفعتها .. داليا تناظرها بشرز وتحدي .. وما نزلت دمعة منها ..
عهود بحدة : لما تتكلمين معي تتكلمي بأدب .. قلة أدبك صارت لا تطاق .. وصوتك العالي وشيطانتك مزعجة .. ماني قادرة أرتاح في البيت بسببك ..
داليا بتحدي : ما أحد جبرك تقعدين ..
عهود رفعت يدها : بعد لك عين تراددين ..
رفعت عهود يدها بتضرب داليا .. وداليا واقفة بتحدي وكبرياء .. ما رف لها جفن .. تقدمت المربية علشان تحمي داليا .. لكن يد سبقتها ومسكت يد عهود .. التفتت وشافت زوجها ناصر .. كان ناصر يناظرها بغضب .. خافت عهود من نظراته ..
عهود باندفاع : بنتك قليلة أدب وطويلة لسان ..
ناصر عينه عليها ويكلم المربية : خذي داليا لغرفتها ..
داليا بعناد : أعرف أروح لحالي ..
التفت ناصر على بنته .. كانت تناظره بتحدي وعيونها مليانة غضب .. نفس نظرات أمها .. لفت داليا وطلعت من الصالة ووراها المربية والخادمة .. صعدت غرفتها بهدوء ..
كانت المربية سهاد خايفة على داليا .. حالها كل ما له يسوء .. تعاند وتفتعل مشاكل .. وتسوي المستحيل علشان تعصب زوجة أبوها .. وتستفزهم بأي وسيلة .. ولما يهاوشوها ترد كل كلمة بعشر .. وأحيانا يضربوها .. لكن ولا همها .. هي عارفة ليه تتصرف كذا .. ومتفهمة ردة فعلها..هنادي : ما تبين تتعشين ..
مشاعل : مالي نفس ..
هنادي : ميش بالنسبة للكلام اللي قلته .. أنا ...
قاطعتها مشاعل : لا تعتذري .. معك حق في كل كلمة قلتيها ..
هنادي : صدقيني ماني ضدك .. وحياتك وانت حرة فيها .. لكن لا تلعبين بحياة الناس ..
مشاعل تناظرها : ما لعبت ..
هنادي تأشر بيدها : أجل وش تسمين كل هذا ..
مشاعل تتنهد : عشق .. هيام .. جنون ..
هنادي : أكيد جنون ..
مشاعل : افهميني هنادي .. ما أدري وش يصير لي لما أشوفها .. ما أدري حب عشق جنون .. شيء يجذبني لها .. ممكن تقولين لأنها صدتني وأخذت المسألة عناد .. لكن احساس قلبي غير.. ما هي مثل باقي البنات اللي مروا علي .. أشوف في عيونها نظرة حزن .. ويغلي دمي أبغى أعرف من مزعلها .. من مضايقها .. يهمني أمرها ..
هنادي : يعني شفقانة عليها ..
مشاعل تبتسم بحزن : أبداً .. هي بس تشفق على حالي وتعطيني وجه .. والله أحبها ..
ظلوا ساكتين مدة .. التفتت عليها هنادي .. وترددت قبل ما تتكلم ..
هنادي بتردد : أنتِ تحبينها هي .. ولا لأنها تذكرك فيها ..
التفتت مشاعل بسرعة وناظرت لهنادي ..
هنادي تبتسم : توقعت .. تعلقك السريع فيها كان لسبب .. لأنها تشبهها ..
مشاعل تاشر بيدها : أنت قاعدة تخربطين ..
هنادي : ما أخربط .. كلامي صحيح .. واصلا ما ادري شلون فاتني .. مي تشبه .....
مشاعل بحدة : هنادي .. هالموضوع راح وانتهى .. وما أحب اتكلم فيه ..
قامت مشاعل بسرعة .. قبل ما تسمع رد هنادي .. ناظرتها هنادي بحزن وشفقة .. " للحين تحبينها مشاعل .. وعمرك ما راح تنسينها .. من يوم اللي صار وانت وحدة ثانية .. حسبي الله على اللي كان السبب .. خسّرك أعز ما تحبين "..