..
كانت تمشي على الرصيف متجهة الى المقهى . مرت على محلات لملابس الأطفال ولوازمهم. ما قدرت تقاوم تدخل وتشوف . عجبها طقم جاكيت وقبعة وجوارب من الصوف , كان شكلهم كيوت , تخيلتهم على مولودها . اشترت الطقم وطلعت في اتجاه المقهى . كانت متوترة وما تدري شلون بتقوله الخبر , لكن لازم يعرف . في النهاية هو ولده .
استغرب من اتصالها , ما هي اول مرة تتصل عليه زينة . لكن عادة يكون بسبب امور خاصة بعائلتها لما احد منهم يزور كندا , او انهم عازمينهم . لكن بعد اللي صار بينهم , وزينة تتجنب أي لقاء معه . حتى لما يكون في بيت ريم - اللي قلت زيارته لها مؤخراً - ما تقعد معهم . قالت له امس في اتصالها ان عندها موضوع هام لازم تقوله .
وصل المقهى وبحث عنها , " شكلي جيت بدري " .جلس على احد الكراسي وطلب له قهوة. شافها داخلة وبيدها كيس . اشر لها وتقدمت الى طاولته .
زينة : hi
سامي : هلا ..
جلست زينة على الكرسي .. ناظرها سامي وعلى وجهه استفهامات كثيرة ..
سامي : تشربين شيء ..
زينة تهز راسها : لا ..
سامي : طيب . شنو الموضوع اللي قلتِ تبيني فيه ..
زينة يدها على الطاولة وتنقرها عصبية : سامي .. أنا .....
سكتت وهي تناظر النادلة متقدمة الى طاولتهم , بيدها قهوة سامي . وضعت الكوب على الطاولة والتفتت على زينة تسالها اذا تبغى تطلب شيء.
زينة تبتسم : no, thanks
سامي يشرب القهوة : شنو موضوعك ؟؟
زينة تزفر : انا حامل ..
غص سامي بالقهوة. اخذ منديل من الطاولة يمسح فمه وقميصه . زينة تناظره بقرف وتلف وجهها عنه .
سامي مو مصدق : شلون حامل ..
زينة رافعة حاجبها : شلون هذه . تعتمد عليك يا الحبيب . ولا تبيني اشرح لك درس الاحياء !!
سامي يفكر : افهم بس .. حنا .... هي .... كانت لما .... ( ياشر بيدينه ) شلون .. متى ؟؟؟
زينة تدلك جبينها : سامي انا حامل ولي شهرين . احسبها انت ؟؟
سامي بتردد : وريم . ريم تعرف ؟؟
زينة : ببلغها قريب .
سامي عيونها لبرى : للحين ما تعرف !!
زينة بابتسامة سخرية : لو كانت تعرف . كنت انت قدامي الحين .
سامي يبلع ريقه : بتطير رقبتي .
زينة بتقوم : قلت اعطيك خبر قبل لا اقولها .
سامي يمسك يدها : لحظة زينة .
زينة تبعد يدها : ايش ؟؟
سامي : خلينا نفكر بالموضوع . ( ناظرته زينة باستغراب ) يعني مو لازم ريم تعرف .
زينة رافعة حاجبها : سامي ,انا حامل . طبيعي بتعرف .
سامي : اقصد انه ما لا داعي تعرف انه كان في حمل من الأساس .
زينة باصرار : لا . ولا حتى تفكر اني انزله .
سامي : فكري في الموضوع . بنخسر الكثير, علشان غلطة . انا اكثر واحد يعرف ريم. ما راح تسامحننا ابداً .
زينة : متقبلة كل شيء يجي منها وما الومها . ( بتشديد ) لكن انزله لا .
سامي قابض يده : واذا انا ما ابيه .
زينة تناظره : لكني ابيه .
سامي بين اسنانه : وجوده بيخرب لي حياتي .
زينة بسخرية : اكيد بيخرب حياتك .
سامي بعصبية : زينة . افهمي هالموضوع بيخرب كل شيء بينك وبين ريم . أنتي تفكرين من السهل انك ........ ( سكت لما شافها منزلة راسها .. ورافعة يدها تمسح عيونها )
زينة بهدوء : تظن اني حابة اخرب علاقتي بريم . أني متعمدة اسيء للانسانة اللي اعشقها. ماني أنانية . لكن هالشيء من حقي . انت قول لي, انا وش وضعي . ما يحق لي أكون ام . ما يحق لي يكون عندي طفل من لحمي ودمي . انت تقدر تتزوج وتجيب عيال متى ما بغيت . لكن انا مستحيل .
سامي يناظرها : زينة .
زينة تكمل : لا تفهمني غلط . أنا احب ريم . وما أبدلها بعشرة . ومرتاحة مع حياتي معها . صحيح كل شيء موفر لي . لكن احس انه ينقصني شيء . حياتي خالية . باردة .
سامي : بدون طفل .
زينة : لا تتمصخر سامي !!
سامي يزفر : ما اقصد سخرية . ومقدر مشاعرك وهي من حقوقك . لكنك كنتِ عارفة وش مقبلة عليه لما وافقتِ على الزواج مني علشان ريم . فكري فيها من زاوية ثانية , وجود هالطفل بيخرب حياة ناس كثير . حياتي وحياتك وحياة ريم . الأفضل للجميع انه ما ينولد .
زينة بعبرة : تظن اني ما فكرت انزله . قبل يومين رحت العيادة وانا عازمة اني اجهضه, لكني ما قدرت . والله ما قدرت . ما هان علي. ( تمسح دموعها ) فاهمة وعارفة وش ينتظرني لما تعرف ريم. وراضية بكل اللي بتسويه .